عنب بلدي – العدد 150 – 4/1/2015
لا يمكن تجاهل سياسية الأسد الناجحة إلى اليوم في الحفاظ على صورة نظامه «الشكلية» أمام العالم، رغم خروج مساحات واسعة عن سيطرته لمصلحة المعارضة أو تنظيم «الدولة الإسلامية».
لكن نظام الأسد لم يخرج في ذات الوقت عن نمط المسلسلات الكوميدية التي ينتجها إعلامه، منذ تولي العائلة الحكم قبل أكثر من 40 عامًا.
قال الأسد الابن إنه يقوم بجولة تفقدية داخل حي جوبر الدمشقي، لكنه استعان خلال زيارة خاطفة إلى حي الزبلطاني البعيد نسبيًا عن الخطر، بطاقم الكومبارس نفسه الذي صور الحلقة الأخيرة في عيد الجيش على أطراف داريا.
يتفاجأ الجندي «المرابط» على الجبهة، بـ «سيدي الرئيس» إلى جانبه، رغم تجهيز الاستديو بالكاميرات قبل دخوله، كما لم يخطر في بال المخرج أن يرفع أمان بندقية الجندي على اعتباره يرصد مقاتلي الثورة عبر الطلاقيّة.
يزيد الأمر سخرية ضحكات الأسد التي اعتاد افتعالها لإظهار شيء من الراحة، إذ تضفي على الصورة فكاهةً حصرية لا توجد عند غيره، ولو رشحت المسرحية إلى جائزة المشهد الأكثر غباءً في العام لفازت فيه بجدارة.
ولكن على الضفة الأخرى ورغم سذاجة المشهد، هناك من يطبل ويزمر لخروج «قائد» من جحره وإلى منطقة يفترض أنها تحت سيطرته وإدارته.
يعيدنا السيناريو إلى خطاب القسم منتصف تموز الماضي إثر «مهزلة الانتخابات الديمقراطية»، حين وعد الأسد وبضحكات مماثلة باستعادة الرقة والمناطق الخارجة عن سيطرته؛ لتتوالى بعدها خسائره في مطار الطبقة والفرقة 17 ثم يفقد السيطرة بالكامل، كذلك في المنطقة الجنوبية حيث خسر قرابة 75 ألف كيلومتر مربع، ويختتم العام بسقوطٍ مدوٍ لقواته في معسكري وادي الضيف والحامدية.
ما زال «معتوه» دمشق هذا، وبسياسة الأرض المحروقة التي تتبعها قواته، يحظى بدعمٍ واعترافٍ دولي، لأنه يحفظ -إلى الآن- مصالح هذه الدول في المنطقة وعلى رأسها إسرائيل، التي تعتبر سماء البلاد نطاقًا لتدريب واختبار طيرانها الحربي؛ صدق المثل «شر البلية ما يضحك».
هيئة التحرير