عنب بلدي – العدد 150 – 4/1/2015
جمال ابراهيم – درعا
تميّز عام 2014 بتحرير مساحات واسعة في الجنوب السوري على أيدي قوات المعارضة، نتيجة الخبرات العسكرية التي اكتسبتها على مر السنتين السابقتين، حيث سجلت تطورًا واضحًا في إدارة المعارك عن طريق غرف عمليات مشتركة وتنسيق تامٍ بين الفصائل، أثمرت عن تحرير ما يقارب 75 ألف كيلومتر مربع في المنطقة.
وتشكلت أول غرفة عمليات باسم «عمليات فتح الشام على خطى خالد» في المنطقة الغربية، وتكونت حينها من 3 فصائل عسكرية، وتولت قيادة معركة أطلقت عليها اسم «فجر الربيع» بدأت بتحرير 16 قرية ونقطة عسكرية في ريف القنيطرة الجنوبي وانتهت بتحرير تلي الأحمر الشرقي والغربي.
وأحدث سقوط التلين شرخًا عسكريًا في دفاعات قوات الأسد، ما مهّد للفصائل العمل على المنطقة الشرقية في ريف درعا الغربي، حيث استطاعوا السيطرة على تل الجابية وتل عشترة وتل جموع وقرية الشيخ سعد والكتائب المحيطة بها وتل مطوق الكبير والصغير لينتهي بذلك آخر معاقل اللواء 61 في المنطقة.
وفي تصريح لأبي عمر، أحد عناصر جماعة أنصار الهدى لعنب بلدي، قال «في معركة فجر الربيع رُصد العمل على 12 نقطة عسكرية في ريف القنيطرة الجنوبي، واستطاع المقاتلون السيطرة على 14 نقطة خلال يومين في أول معركة؛ حاول النظام بعدها استعادتها واستمرت المعارك في صد أرتال النظام في كوم الباش وعين الباش».
تلا ذلك تشكيل 4 غرف عمليات منها غرف عمليات لجبهة النصرة وغرفة عمليات لجبهة ثوار سوريا، ليبلغ عدد الفصائل المشاركة 39 فصيلًا عملت على تحرير التل الغربي بمشاركة 100 مقاتل من كل غرفة عمليات.
وأضاف أبو عمر «بفضل الله اقتحمنا التل الغربي وبعدها التل الشرقي، ليفتح الطريق لتحرير القنيطرة والحميدية وصولًا إلى جباتا الخشب في أقصى الشمال الغربي، وتبدأ المعارك شرقًا ثم تنتهي بتحرير قرية مسحرة وتل مسحرة وكوم الباش وعين الباش وسرية خميسة ونبع الصخر وتل المال إضافة إلى عدد كبير من القرى المحيطة بالمنطقة».
واستقرت المعارك في القنيطرة «بتحرير ريف القنيطرة الجنوبي والأوسط وتمهيد الطريق للوصول إلى مدينة البعث وخان أرنبة التي تعتبر مركز مدينة القنيطرة للوصول للهدف الرئيسي وهو فتح الطريق إلى ريف دمشق»، وفق أبي عمر.
في ريف درعا الشمالي الغربي استمرت المعارك حتى مطلع العام، حيث تمكنت الفصائل المقاتلة من تحرير دير العدس وعقربا وزمرين ومدينة الحارة وتل الحارة الاستراتيجي الذي يعتبر محطة الرصد الأولى لقوات النظام في المنطقة.
كما تم تحرير جزء كبير من مدينة الشيخ مسكين باستثناء اللواء 82 والسيطرة على مدينة نوى وتحرير عدد من النقاط العسكرية المحيطة بها.
وفي درعا المدينة، استطاعت قوات المعارضة استعادة السيطرة على عدد من القطاعات في درعا المحطة بعد سيطرة النظام عليها لمدة 6 أشهر وفي ريف درعا الشرقي استطاعت قوات المعارضة السيطرة على سجن غرز وصوامع الحبوب وحاجز أم المياذن الاستراتيجي، وبذلك تعلن محافظة درعا شبه محررة.
وتميزت معارك الجنوب بأن الأسلحة المستخدمة في القتال كانت في معظمها من غنائم المعارك ضد قوات الأسد، وعدم انتظار السلاح من الخارج أو الإمداد من فصائل أخرى في سوريا.
ورغم بعض الخلافات التي شهدتها المنطقة بين فصائل المعارضة إلا أنّ التنسيق أثناء المعارك والتماهي في غرف عمليات بقيادة موحدة، غطّى على الخلافات لتحقيق الهدف المشترك لجميع الفصائل.