ناداها “جلّق” و”الشمّاء” وعندما قصفها الفرنسيون عام 1945 نظم بدمشق قصيدة “النكبة”، التي يقول مطلعها “سلام من صبا بردى أرقّ، ودمع لا يكفكف يا دمشق”، والتي اعتبرت من أجمل القصائد التي لحنها وغناها محمد عبد الوهاب من شعر أمير الشعراء، أحمد شوقي.
يوافق اليوم الثلاثاء 16 من تشرين الأول، الذكرى الـ150 لميلاد الشاعر المصري أحمد شوقي، الذي ولد في 16 من تشرين الأول عام 1868.
واحتفاء بهذه الذكرى أرسل الشاعر والكاتب الصحفي الإماراتي حبيب الصايغ، وهو الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رسالة إلى الشعراء والنقاد العرب جاء نصها:
“هذه الرسالة عن أحمد شوقي وعن رسالته، بعد 150 عامًا على تاريخ ميلاده في 16 تشرين الأول 1868، فنحن إذ نحتفل بمرور 150 سنة على ميلاد أمير الشعراء، فإنما، في الوقت نفسه، نحتفل بالشعر أميرًا على مر السنين، مؤكدين أن هذا زمن الشعر أيضًا، وأن كل زمن عربي هو زمن الشعر، بالرغم مما يروج له البعض، وهم شرذمة قليلون، عن موت الشعر، فيما الشعر حي بسبب من طبيعته وطبيعة الحياة، وهو وجهها الآخر أو وجهها الأول الأصيل لا فرق”.
من هو أحمد شوقي
هو أحمد بن علي بن أحمد شوقي، شاعر وأديب مصري، ولد عام 1868 في حي الحنفي في مدينة القاهرة القديمة، أبوه كردي، وأمه من أصول تركية شركسية. بايعه الشعراء العرب عام 1927 أميرًا للشعراء، إذ كان حينها أكبر مجددي الشعر العربي المعاصرين، اشتهر بالشعر الديني والوطني، ويعتبر رائدًا للشعر العربي المسرحي.
نشأ شوقي مع جدته لأمه التي عملت وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن، والتحق بمدرسة الحقوق والترجمة، ثم سافر إلى فرنسا على نفقة الخديوي لمتابعة دراسته في الحقوق.
عين بعد عودته من فرنسا رئيسًا للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي، وفي عام 1896 انتدب لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين الذي عقد في جنيف في سويسرا.
نفي شوقي إلى إسبانيا عام 1914 بعد مهاجمته للاحتلال البريطاني، وخلال فترة نفيه تعلم اللغة الإسبانية، وقرأ كتب التاريخ الخاصة بالأندلس، واطلع على روائع الأدب العربي، وعلى مظاهر الحضارة الإسلامية في الأندلس، ونظم العديد من أبيات الشعر إشادة بها، وزار آثار وحضارة المسلمين في قرطبة وإشبيلية وغرناطة، قبل أن يعود إلى وطنه سنة 1920.
جمع شعره في ديوان “الشوقيات” الذي صدر بأربعة أجزاء، بالإضافة إلى الشعر المسرحي مثل “علي بك الكبير”، “مجنون ليلى”، و”مصرع كليوباترا”، ومن شعره الديني “نهج البردة” على نهج قصيدة “البردة” للإمام البوصيري.
توفي أمير الشعراء في 14 من تشرين الأول عام 1932، بعد أن أتم نظم قصيدة طويلة يحيي بها “مشروع القرش” الذي نهض به شباب مصر خلال تلك الفترة، وظل أحمد شوقي محل تقدير الناس، ولسان حالهم، وموضع إعجابهم حتى وقتنا الحالي.
–