أطفال الوعر بحاجة إلى الحليب، والمنظمات المعنية لا تتجاوب
عنب بلدي – العدد 150 – 4/1/2015
ليان الحلبي
يعاني حي الوعر الحمصي منذ حوالي عام ونصف حصارًا قاسيًا من قبل قوات الأسد، خالقًا ظروفًا معيشية صعبة، لعل أبرزها كارثة فقدان حليب الأطفال الذين يزيد عددهم عن 1500 طفل.
ويؤدي القصف المتواصل على الحي بشكل شبه يومي، إلى إصابات وإعاقات بين المدنيين والأمهات، كما يؤثر عليهم نفسيًا، ما يستدعي زيادة الطلب لمادة الحليب كمصدر غذاء أساسي في ظل غياب المواد الغذائية البديلة بسبب الحصار.
وعن إمكانية إدخال حليب الأطفال إلى الحي ضمن برنامج المساعدات الغذائية للأمم المتحدة، أوضح الناشط حسام (اسم مستعار لأسباب أمنية) وهو صاحب إحدى الصيدليات في الحي، أنه «لا وجود لحليب الأطفال ضمن السلة الغذائية التابعة للمساعدات الأممية مطلقًا دون معرفة أسباب ذلك».
وأضاف في حديثه إلى عنب بلدي «تعطى عادة موافقة أمنية بإدخال سيارتين من الأدوية باسم اثنين من الصيادلة في الحي مرة واحدة في الشهر، ولكن كميات حليب الأطفال فيهما تكون قليلةً جدًا وغير كافية على الإطلاق».
ويعود ذلك إلى أن الوسيط الذي يأخذ الموافقة من نظام الأسد لإدخال الأدوية، «يفضّل إدخال مواد مثل الشامبو والصابون أو غيرها من المواد ذات القيمة الرّبحية العالية جدًا، مقارنة بالربح شبه المعدوم في حليب الأطفال والذي لا يناسب تجار الاحتكار».
وعند سؤاله عن سبب امتناع بعض الداعمين المستقلين عن شراء كميات كبيرة من الحليب وتأمينها لداخل الحي، أوضح حسام أن جواب هؤلاء الداعمين كان على الدوام «الوعر مجهول المصير، فلتنتظروا قليلًا».
هي إذن كارثة جديدة تضاف إلى معاناة آخر حيّ للمعارضة في حمص المدينة، لتهدد حياة من بقي فيه من الأطفال إذا لم تتدخل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية مباشرة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :