يعتبر المجلس المحلي في ريف اللاذقية من أقدم المجالس في المناطق المحررة من سوريا، ورغم ولادته المبكرة تعرّض المجلس للكثير من المصاعب، كان آخرها الاستقالات الجماعية لأعضاء المجلس وابتعاد الفاعلين منهم كليًا عن الريف المحرر، وما تبعه من اتهامات لأعضاء المجلس بالتعطيل.
لتطوى منذ مدة صفحة المجلس المحلي القديم دون أن تنجح المشاورات المستمرة منذ أشهر في إنتاج جسم جديد، فمن يعيق تشكيل المجلس الجديد في المحافظة، وماهي نتائج التجربة المؤسساتية الأولى في الريف المحرر؟
كيف تأسس المجلس المحلي
جاء تأسيس المجلس المحلي للمحافظة في 12 شباط 2013 بناءً على توافقات سياسية ومناطقية، حيث وضعت وحدة المجالس المحلية (LACU) هيكلية للمجلس المحلي مؤلفة من 11 عضوًا يتوزعون كرؤساء للمكاتب دون إجراء انتخابات، ووزعت المناصب تبعًا للتمثيل الديمغرافي (مدينة اللاذقية 4 أعضاء، جبلة 1، الحفة 2، جبل التركمان 2، وجبل الأكراد 2).
وتولى المناصب قادة الكتل والهيئات المعروفة في المحافظة مثل المجلس الوطني، تنسيقية اللاذقية، المجلس الأعلى لقيادة الثورة، ائتلاف شباب الثورة في الساحل، جمعية فلوكا الحرية بالإضافة لعدد من المستقلين.
نشاطات المجلس وأعماله
أسس المجلس عددًا من المؤسسات في الريف المحرر، مثل مركز الدفاع المدني ووحدة الخدمات الفنية وصيانة الطرق، وساهم بدعم أفران المنطقة والمؤسسات الطبية، بالإضافة لتنظيم العديد من الحملات الإغاثية والاجتماعية التوعوية، كما يحسب للمجلس قيامه بالعديد من المشاريع المائية ودعم بلديات الجبلين المحررين (الأكراد والتركمان).
في المقابل يؤخذ على المجلس، بحسب منتقديه، غياب قادة المكاتب عن الريف المحرر وإدارتهم للخدمات من خارج الحدود، والتقصير رغم وصول دعمٍ مالي كبير، وفق المنتقدين.
الاستقالات تربك المجلس ولا دماء جديدة
عُيّن السيد زياد الريس رئيسًا للمجلس المحلي منذ بداية تأسيسه، واستمر بعمله قرابة 5 أشهر ليقدم استقالته بعدها ويعيّن أكبر الأعضاء سنًا، السيد مصطفى إدريس، لمدة 3 أشهر غادر بعدها لتصبح قيادة المجلس بالتناوب بمن تبقى من أعضائه.
ويتهم البعض ممن التقتهم عنب بلدي، مثل الناشط حيان العمري، المجلس «بأنه فاقد للصلاحية منذ زمن بعيد، خاصة بعد سفر معظم أعضائه إلى الخارج وعدم تفرغهم للعمل، مستغربًا «كيف يمكن لمجلس معظم أعضائه خارج المناطق المحررة أن يشعروا بهموم الناس ومعاناتهم واحتياجاتهم».
من يعيق تشكيل مجلس محلي جديد؟
أعلن السيد فادي إبراهيم، عضو الائتلاف الوطني وممثل المجلس المحلي، الشهر الفائت توقف أعمال المجلس عن العمل بسبب ما وصفه «غياب الدعم المادي واللوجستي»، لأسباب عزاها إلى «الترويج الباطل من قبل رئيس مكتب المشاريع بوحدة تنسيق الدعم المهندس محمد حسنو، بأن المجلس لا يقدم أي خدمات على الأرض».
ورغم الحديث عن تأسيس لجنة تحضيرية منذ مدة طويلة لتأسيس مجلس محلي جديد للمحافظة لا تزال العديد من العوائق التي تمنع إعلان التشكيل.
عنب بلدي توجهت بالتساؤلات حول التأخير إلى مدير شؤون الانتخابات في وزارة الإدارة المحلية السيد مظهر شربجي، والذي أوضح أنه «تم اعتماد لجنة تحضيرية للانتخابات مهمتها دراسة الواقع وإجراء مسح جغرافي وسكاني واجتماعي ووضع تصميم للهيئة الناخبة من خلال تواصلها مع القوى الفاعلة على الأرض في الداخل، كما جرى تشكيل لجنة انتخابية من قانونيين مهمتهم الإدارة والإشراف على العملية الانتخابية، بالإضافة لوجود لجنة تنظر في الطعون المقدمة في حال وجود استفسار أو مخالفة».
وأوضح أن سبب تأخير التشكيل يعود إلى «فشل اللجنة التحضيرية للانتخابات بوضع التصميم المناسب في محافظة اللاذقية حتى الآن».
في المقابل اتهم الناشط الإعلامي حيان العمري أشخاصًا، لم يسمهم من داخل المجلس القديم، بالضغط على اللجنة التحضيرية لإعادة انتخاب أعضاء من نفس المجلس أو مندوبين عنهم، «رغم وجود أشخاص لا يملكون كفاءات علمية» كما يقول.
يذكر أن بلديات ريف اللاذقية أصدرت بيانًا يوم 12 كانون الأول الفائت، علّقت من خلاله جميع خدماتها في الريف المحرر من أعمال إغاثية وخدمية نتيجة توقف الدعم المقدم من المجلس المحلي، لترد الحكومة المؤقتة في 17 من الشهر نفسه بتقديم مبلغ 45 ألف دولار للمجلس المحلي القديم.
أعدت هذه المادة بدعم من البرنامج الإقليمي السوري