خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري
- ما ينفع الناس
المعروف/العرف والمنكر يُبنى على ما ينفع النّاس، ويأتي الحلال والحرام نتيجة لذلك، ويكون تطبيق الشريعة تحصيل حاصل. مثال على ذلك: الالتزام بإشارات المرور فيه منفعة للناس ومخالفتها فيه مفسدة، اقتنع بهذه المنفعة المجتمع حتى أصبحت عرفًا/حلالًا وأصبح تجاوزها منكرًا/حرامًا ومن ثم أصبح تطبيق القانون/الشريعة مقبولًا حتى من قبل المخالف/المذنب وله مرجعية شعبية في حال تمرد المخالف {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} (سورة الأعراف، 157).
- أهمية الواقع
علينا اتباع منهج مبني على التعامل مع القرآن على أنّه عبارة عن خطوط عامة ومبادئ تربي الإنسان، ووضع القصص والتفاصيل المطروحة فيه كأمثلة لتوضيح الفكرة وإخراجها من هلامية التنظير إلى صلابة الواقع. هذا المنهج يخرج القرآن من حدود الزمن ويربي جيلًا تنتظره البشرية يزاوج بين الإتقان والأخلاق، أخلاقًا تتجاوز حدود الدول والقوميات والأعراق. أما التعامل مع الأمثلة على أنها نهائية وأبدية فيضعنا في سجن التفاصيل ويجعل ثمن الالتزام باهظًا جدًا، قد يكون على حساب قبول المجتمع لنا وقيادتنا له وتقدمنا به، وقد يحولنا إلى أناس أشبه برجال من التاريخ ركبوا في آلة الزمن وسافروا إلى عصر لا ينتمون إليه أبدًا، وتسود بذلك غربة الشذوذ والاستهجان لا غربة الالتزام والأخلاق. فلنتعلّم من قصة بني إسرائيل ولتلتفتوا إلى استنكار الذبح ولا تضيعوا في تفاصيل البحث عن البقرة. {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} (سورة البقرة، 67).
- القسط
لو اتبع الناس في نقد أنفسهم نفس المنهج الذي يتبعونه في نقد أعدائهم لكانت الدنيا بخير! {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ} (سورة النساء، 135).