نهاوند: إيقاعات سورية في عنتاب
سامي الحموي – عنب بلدي
يعيش في مدينة غازي عنتاب التركية آلاف السوريين اللاجئين خلال أعوام الحرب الثلاثة الأخيرة، كما ضمت المدينة، القريبة من الحدود السورية مقرات الحكومة المؤقتة، وعددًا من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإغاثية؛ ما دفع ناشطين في أيار الماضي افتتاح كافيتريا ومنتدى ثقافي في المدينة أطلقوا عليه اسم «نهاوند».
عنب بلدي زارت الكافيتريا وأجرت لقاءً مع مؤسسها، الناشط والعازف الحلبي ياسر برو، الذي قال إن التجربة نقلت من حلب، حيث كان نشاطهم.
ويوضح برو «مع مطلع الثورة أسسنا منتدى ثقافيًا (آرت كافيه) في مدينة حلب، جمع عددًا من الشباب المثقفين والثوريين، ونظرًا للتضييق الأمني الشديد أغلقناه»، لكن التجربة لم تتوقف، إذ اجتمع برو مع مجموعة من الأصدقاء في مدينة غازي عنتاب، منهم موسيقيين ومطربين وفنانين تشكيليين ومسرحيين، ليؤسسوا مجتمعين كافيتريا «نهاوند» في أيار من عام 2014.
تسمية «نهاوند» جاءت بإجماع الأصدقاء أنفسهم على أن يكون اسمًا فنيًا يوحي بإيقاع موسيقي، ويضيف برو «الترخيص كان على أن المشروع مطعم، وبناءً على ذلك جئنا بشيف غربي وشرقي لنقدم الوجبات والمقبلات والمشروبات على اختلاف أنواعها، وفرزنا الطابق الأرضي مطعم والطابق العلوي (كافيه)».
ضمت نهاوند عددًا من الفعاليات الثقافية والفنية منذ الافتتاح الذي عزف فيه فنانون موسيقا سورية وتركية؛ يقول ياسر برو «افتتحت الكافيتريا بمعرض تصوير ضوئي من الداخل السوري للإعلامي عبد الله حكواتي، كذلك تبعه معرض للفنانة التشكيلية قمر قباني تناول الواقع السوري في الثورة، ومن ثم معرض للفنان بكري سكيف المتواجد في السويد تناول فيه صورًا لرموز الثورة السورية من شهداء ومناضلين».
ونظمت الكافيتريا فعالية عرضت خلالها لافتات كان ناشطو دير الزور يحملونها في مظاهراتهم داخل المدينة، كما تجهز حاليًا معرضين للفنان التشكيلي يامن نور تحت عنوان «وطن نوطة دم»، حيث ستوزع النوطة الموسيقية لأغنية موطني في لوحات كبيرة على جدران الكافيه.
ويعتبر برو أن نهاوند يجمع السوريين على مختلف توجهاتهم الفكرية، «ترى أن هنالك طاولة يجلس عليها أعضاء من الحكومة المؤقتة وبجوارهم شباب وناشطون منتقدون للحكومة، كذلك ترى فيها السوريين من توجهات وتحزبات مختلفة».
عنب بلدي استطلعت آراء عدد من الناشطين المتواجدين في غازي عنتاب عن نهاوند، ومنهم من رآها ملتقًى مهمًا للسوريين ليتحاوروا فيه ويكون مركزًا ثقافيًا لهم، فيما رأى البعض أن هذه الكافيتريا تكرس الثقافة الغربية الدخيلة إلى مجتمعاتنا، كما أنها تظهر الانفصال الكامل عن الواقع السوري من خلال اجتماع الشباب والشابات والسهرات الموسيقية التي لا يألفها المجتمع السوري المحافظ.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :