بحركة الكاميرا وشهادات الشهود يسلط عمر أميرلاي الضوء على آثار سياسات حزب البعث في سوريا، وعمليات غسيل الأدمغة التي كان يتعرض لها الطفل في المدارس على مدار فترة سيطرة الحزب.
“طوفان في بلاد البعث”، هذا ما عنون المخرج السوري عمر أميرلاي فيلمه التسجيلي الأخير، والذي ربط فيه بين حكم الحزب وآل الأسد في سوريا، و”منجز” سد الفرات الذي أقيم في محافظة الرقة شمال شرقي سوريا.
يحكي الفيلم عن قرية الماشي السورية التابعة إداريًا لمحافظة الرقة، والتي تبعد عن دمشق 400 كيلومتر شمالًا.
البداية كانت بصوت المخرج الذي عبر عن ندمه بسبب “حماسة الشباب” لديه في فيلم سابق لبناء النظام السوري لعدة سدود، التي انهار أحدها وتشقق آخران، ليعود ويعبر عن “أسفه” بعمله الأخير (الطوفان).
الصورة التي عرضها أميرلاي تعرض حس السخرية في فيلمه من خلال تناوله لشهادات الشهود وطريقة تصويرهم وحركة الكاميرا.
لقطات الفيلم طويلة وصامتة فيها من الرتابة ما يعكس حالة الجمود والحياة الرتيبة التي تعيشها تلك المناطق القريبة من السد.
ركز المخرج السوري في فيلمه على شخصيات مؤيدة تظل تمدح في القيادة “الحكيمة” في كل اللقاءات المعروضة وكل المحاور التي يتحدث عنها، وتتحدث عن دور الحزب في تربية الطفل وتعليمه وتحضيره بطريقة “سليمة ليبني الوطن”.
لم يعرض أميرلاي فيلمه في سوريا، وتوجه به إلى مهرجان قرطاج في تونس، بيد أن الرقابة السورية لاحقته إلى هناك، وأخرجت فيلمه من المسابقة الرسمية للمهرجان، ولكن سينمائيين ونقادًا واجهوا قرار إدارة المهرجان ليعرض الفيلم ولكن خارج المسابقة الرسمية.
وتعرض أميرلاي بسبب فيلمه للملاحقة الأمنية والتحقيق ومنعه من السفر.
الفيلم بطول 46 دقيقة، أنتج عام 2003، وحاز على جائزة معهد العالم العربي للفيلم التسجيلي القصير في المهرجان السابع للفيلم العربي.