وقع إطلاق نار عشوائي في الهواء فوق مبنى محافظة السويداء، بعد تدخل أحد رجال مشايخ العقل لفض اعتصام الأهالي المطالبين بالمختطفات.
وأفادت مصادر إعلامية لعنب بلدي أن إطلاق نار مجهول المصدر وقع اليوم، الاثنين 8 من تشرين الأول، فوق مبنى المحافظة في السويداء، بعد تدخل مجموعة من رجال شيخ العقل حكمت الهجري، بقيادة الشيخ عبد الوهاب أبو فخر، ومطالبتهم المعتصمين بالعودة إلى منازلهم، وأنهم هم من سيتولون قضية المفاوضات من أجل إعادة المختطفات.
ودعمت شرطة المحافظة رجال عبد الوهاب أبو فخر، في محاولة فض الاعتصام.
في حين رفض الأهالي المغادرة، ورافق ذلك وصول رجال من فصيل تابع لـ فهد البلعوس، للمطالبة بأن تكون المفاوضات علنية وأن يشارك بها الجميع.
وبحسب مصادر عنب بلدي اتهم أحد رجال البلعوس، النظام السوري بجلب تنظيم “الدولة” إلى السويداء، قائلاً للمشايخ إنهم “خونة” وسط تأييد من الأهالي المعتصمين.
وهدد رجال البلعوس، أنهم سيحتلون مبنى المحافظة إذا لم يتم حل قضية المختطفات خلال مدة أقصاها 24 ساعة.
وأعقب ذلك انتشار أمني كثيف حول مبنى المحافظة وقيادة الشرطة.
في حين قالت صفحات محلية عبر “فيس بوك” إن مسلحين تابعين لحركة “رجال الكرامة” بقيادة ليث البلعوس، هم من أطلقوا النار في الهواء لترهيب المعتصمين، وسط تكذيب من قبل المعلقين، كون رجال “شيخ الكرامة” التابعة لليث البلعوس ليس لها أي علاقة بـ”رجال الكرامة”.
وكانت محافظة السويداء شهدت تطورًا لافتًا في قضية المختطفات، في الأيام الماضية، بعد إقدام تنظيم “الدولة الإسلامية” على إعدام الشابة ثروت أبو عمار، موثقًا ذلك بتسجيل مصور أرسله مع تهديدات بقتل من تبقى من النساء والأطفال، في حال لم تنفذ مطالبه المحددة.
وجاءت عملية الإعدام بعد اعتذار أعضاء لجنة متابعة المخطوفين عن عدم الاستمرار في عملهم في بيان صدر عنهم، في 2 من تشرين الأول الحالي، جاء فيه أن مساعيهم تتعرض للعراقيل، دون الإفصاح عنها بشكل دقيق.
لكن أحد المقربين من أعضاء اللجنة قال لعنب بلدي، إن أغلب الضغوطات كانت أمنية، إذ تعرض أفراد اللجنة للتحقيق الأمني المشدد في ارتباطاتهم وعلاقاتهم في أثناء التفاوض، فضلًا عن الموافقات الأمنية التي كانوا يحتاجونها في أثناء تحركاتهم.
وكان العشرات من أهالي السويداء نفذوا اعتصامُا على خلفية إعدام الشابة “ثروت أبو عمار”، أمام مبنى محافظة السويداء، للمطالبة بالإفراج عن بقية المختطفين وكشف مصيرهم بشكل كامل.
ودعا أهالي المختطفين إلى جانب عدد كبير من الناشطين أبناء جبل العرب للوقوف بجانبهم في الاعتصام المفتوح.
وجاء في بيان الأهالي، “نحن بانتظاركم في ساحات الكرامة في ساحة سلطان الأطرش لنطالب أصحاب القرار ومسؤولي الدولة ومشايخ العقل وكل أصحاب السلطة بأن يردوا لنا أطفالنا ونساءنا من أيادي الإجرام”.
ويبلغ عدد المختطفات 21 امرأة إلى جانب ثمانية أطفال، كان تنظيم “الدولة” اختطفهم خلال الهجمات التي استهدفت السويداء في تموز الماضي.
وبعد مرور اليوم الأول من الاعتصام والذي أغلق باب المحافظة بشكل كامل، تلقى المعتصمون بوادر أولية في تحرك مسار المفاوضات، حيث التقى اللواء كفاح الملحم من الأمن العسكري والمسؤول عن ملف القتال ضد تنظيم “الدولة” مع بعض رجال قرية الشبكي، وأوضح لهم وصول مطالب التنظيم للإفراج عن المختطفات.
من بين المطالب أن تنظيم “الدولة” سيصدر قائمة بأسماء معتقلين له في سجون النظام السوري للإفراج عنهم مقابل مختطفات السويداء، وإلى جانب ذلك طلب مبلغ مليون دولار مقابل كل مختطفة.
ويمسك بملف التفاوض حاليًا وبشكل رسمي شيخ العقل، حكمت الهجري، والذي التقى باللواء كفاح الملحم للبحث في آلية سير التبادل بعد صدور القائمة.
وكان الهجري حدد وسيطًا بينه وبين التنظيم للتفاوض، ونجح في تمديد المهلة التي حددها الأخير من ثلاثة أيام لقتل المختطفات في حال عدم تنفيذ شروطه إلى مهلة مفتوحة ترتبط بسير العملية التفاوضية.
–