ساري وأليغري… الإيطاليان الأبرز على دكة التدريب
في تشيلسي، الذي عصفت به المشاكل الموسم الماضي، مع سوء النتائج وعدم تأهله المباشر إلى دوري أبطال أوروبا وخروجه خامس الترتيب من الموسم، ويوفنتوس الإيطالي الذي لم يكن بيده حيلة لحمل اللقب الأغلى أوروبيًا، إذ فشل عامًا بعد عام، حل مدربان تمكنا، حتى الآن، من تغيير المعادلات وإثبات علو كعبهما وفرض أسلوبهما في اللعب.
ماورسيو ساري يُلبس تشيلسي لباسًا جديدًا
عقب انتهاء الموسم الماضي وقرار إدارة تشيلسي التوقيع مع الإيطالي ماورسيو ساري خلفًا لمواطنه كونتي، كان كثيرون يرون أن تشيلسي أمامه الكثير من الوقت حتى يتأقلم مع طريقة ساري التي تختلف عما تعود عليه الفريق اللندني منذ زمن.
ولكنّ للاعبي الفريق رأيًا آخر، فتنفيذ إملاءات الوافد الجديد على دكة الفريق كانت بسرعة غير متوقعة.
في تصريح سابق للمدرب الإيطالي أريغو ساكي، قال إن ساري يشبه كثيرًا الإسباني بيب غوارديولا، ويتبع ذات المدرسة التدريبية في اللعب. يتبع ساري أسلوب الـ “Sarriball”(ساريبول) وهي طريقة لعب تتبع لـ “التيكي تاكا” الخاصة بالإسبان مع تغييرات على بعض التفاصيل كتغير تنقل الكرة، فبدلًا من نقلها من جنب إلى جنب تنقل من الخلف إلى الأمام.
يؤمن ماورسيو ساري أن الاستحواذ على الكرة ليس بغرض الامتلاك فقط، ولكنه يعني أخذ زمام المبادرة وخلق فرص عديدة وكسر دفاع الخصم وتسجيل الأهداف.
ويعتمد ساري في الفريق اللندني على ما اتبعه مع نابولي في خطة 4-3-3، بالاعتماد على قلبي دفاع وظهير أيمن متحفظ دفاعيًا وظهير أيسر هجومي معتمدًا في ذلك على أزبليكويتا وماركوس ألونسو.
الاعتماد الأول لساري على خط الوسط الذي يمتلكه، ويتحمل الضغط الأكبر في خطة المدير الفني الإيطالي، معتمدًا على جورجينو الذي انتدبه وباركلي وفابريغاس.
جورجينو هو المفتاح الأهم في المنظومة اللندنية، والذي ينظم كل شيء في صعود الكرة وتمريرها ووجهتها، وأمامه لاعبا حركة هما كانتي، ومهمته افتكاك الكرة، وكوفاسيتش في الافتكاك والارتداد، ليتخذ وضعية المهاجم الوهمي خلف جيرو أو موراتا، كما يشغل مكان ماركوس ألونسو بالتغطية حين خروجه.
عرف ساري كيف يوظف هازارد، المتألق حاليًا، في الملعب، ليصبح ذا إنتاجية أكبر من الأهداف.
تكتيك ساري الصارم يبدأ دومًا بالخطة المحكمة، والتي تعتمد الهجوم على الخصوم بنقاط ضعفهم، والاعتماد على الخروج بالكرة من الخلف حتى خط المقدمة.
ماسميليانو أليغري الخبرة أمام التحدي
بالحديث عما يفعله أليغري تجدر الإشارة إلى ما يصل إليه. أليغري لم يخسر أي لعبة في المواجهات المحلية والأوروبية منذ بداية الموسم الحالي.
ولكن العنصر الأهم الذي استطاع المدرب الإيطالي تحقيقه هو إخراج الطاقة الكامنة داخل اللاعبين، للوصول إلى الحسم الأوروبي والمحلي وتحقيق الثلاثية (الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا)، كما أن تداخل مراكز اللاعبين يفرض على أليغري اللعب بأكثر من خطة والتي استهل الموسم بـ 3-5-2 ما يوفر الواقعية في التعامل مع لاعبيه.
تغلب أليغري على ما تعانيه الأندية الإيطالية بسبب الانحدار المادي الذي تشهده السوق، وخاصة في تأمين دكة تبديلات جيدة تغطي حالات الإصابات والنقص في الصفوف عند حدوثها، إذ غالبًا ما تؤدي الانكسارات الأوروبية إلى انخفاض جودة دكة البدلاء، ما يسبب أحيانًا خلخلة الرتم الذي يلعب به المدرب، وهذا ما يحاول أليغري تجاوزه.
تبرز فائدة خطة أليغري 3-5-2 في الإغلاق الدفاعي التام ضد أي فريق لديه نزعة هجومية، إذ يعود الظهيران للمساندة في حالة الدفاع، وفي حالة الاستخلاص والارتداد يقوم الظهيران بالصعود مرة أخرى ومساندة اللاعبين في صناعة اللعب.
ولكن مع الأندية التي تلعب بنزعة وقوة دفاعية، لا يعود الظهير كثيرًا إلى الوراء إلا في حال الضغط العالي من المنافس، ويقوم بالمساندة الهجومية لضمان الكثافة وقد يتحول إلى جناح صريح بما يضمن ضم الجناح إلى العمق لتأمين كثافة هجومية أكبر.
ولكن المحدد الأول لخطة أليغري هي سرعة الانتشار والتحولات بكرة أو دون كرة بما يضمن الحركة بين الخطوط وتشتيت مدافعي الخصم.
عادة ما يغير أليغري من خطة 3-5-2 إلى 4-4-2 “Diamond” (الماسة) أو 4-2-3-1.
يجيد يوفنتوس جميع طرق الدفاع بوجود خطه الثلاثي بونوتشي كيلليني وبارزالي أو كالدارا، ويستطيع اللعب بتوازن ما بين خطي الدفاع والهجوم أو بأسلوب الضغط العالي بتوازن الضغط ما بين المراكز كافة بما يشتت المنافس.
أليغري عالج المشاكل التي عصفت بالنادي في العام الماضي وخاصة ما يتعلق بالثغرة الدفاعية التي تضرب الفريق بين الحين والآخر من الكرات العرضية، أو بطء انطلاق الهجمة من الخطوط الخلفية باتجاه الأمام.
ولكن المطلوب حاليًا من المدرب الإيطالي هو الوصول وحمل ذي الأذنين الكبيرتين (كأس دوري أبطال أوروبا) بالإضافة إلى الدوري والكأس.
من هو ماورسيو ساري؟
ساري لم يلعب كرة القدم بشكل احترافي، إذ خرج من أسرة تعشق دراسة المحاسبة والاقتصاد، ما ساعده بشكل كبير للوصول إلى أحد البنوك والعمل به، ولكن هذا لم يكن طموحه.
كان الشاب ماورسيو ساري يخلع بدلته في كل يوم عقب عودته من العمل ويرتدي ثوبه الرياضي ويذهب إلى أندية هواة لإقناعهم بتولي الإدارة الفنية، حتى حظي بفرصة تدريب فريق من الدرجة السادسة يدعى سانسوفينو في مطلع القرن الحالي.
كان النادي الأول تحديًا لساري فإما أن يذهب بعيدًا في عالم التدريب أو يعود للمحاسبة في البنوك الإيطالية.
انتقل من سانسوفينو إلى أريتسو في الدوري الإيطالي بالدرجة الثانية، فبات النادي حديث الشارع الإيطالي بعد أن تعادل مع يوفنتوس في الدرجة الثانية عام 2006، وتمكن من هزيمة ميلان بهدف مقابل لا شيء في ربع نهائي كأس إيطاليا حينها، ولكنه لم يستطع الوصول إلى نصف النهائي بعد أن عاد ميلان وانتصر في لقاء الإياب.
وبعد ستة أعوام تولى ساري إدارة إيمبولي في الدرجة الثانية، وتمكن من الصعود بالنادي موسم 2013-2014 إلى الدرجة الأولى.
وصل ساري إلى حلمه، ودرب نادي نابولي وخرج ثاني الترتيب في الدوري الإيطالي الموسم الماضي قبل أن يصل إلى تشيلسي الإنكليزي بالموسم الحالي.
ما يقوله ساري (59 عامًا) بشكل دائم هو أن “سوق الانتقالات هي ملجأ للضعفاء. أنا مدرب أعطوني مجموعة من اللاعبين وسأدربهم”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :