على مدار ثلاثة أشهر، تلقى مجموعة من الشبان المكفوفين تدريبات رياضية على لعبة “كرة الهدف” الدولية، والمختصة بالأشخاص المكفوفين كليًا وجزئيًا، انتهت بتنظيم مباراة نهائية شارك فيها 12 مستفيدًا، في مدينة إدلب.
يامن بكرو، أحد اللاعبين المكفوفين المشاركين في فعالية “القلوب المبصرة”، نوه إلى أن السنوات السبع الأخيرة شهدت غياب الأنشطة الرياضية المختصة بالمكفوفين في الشمال السوري، الذي شهد مؤخرًا توجهًا رياضيًا لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، دون المكفوفين منهم.
وأضاف بكرو، وهو لاعب سابق في المنتخب السوري للعبة “كرة الهدف” وشارك في بطولات عدة، أن مثل هذه الأنشطة تسهم في رفع الروح المعنوية للمكفوفين وتساعدهم على الانخراط في المجتمع وممارسة حياتهم بصورة طبيعة، متمنيًا في حديث لعنب بلدي التبنّي الدائم لهذه الفكرة في الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة.
وكانت منظمة “شفق” أطلقت فعالية “القلوب المبصرة” قبل ثلاثة أشهر في مدينة إدلب، وانتهت بتنظيم مباراة نهائية، الأحد 30 من أيلول الماضي، في صالة مركز “مكاني المجتمعي”.
وشملت الفعالية تدريب 12 شخصًا من المكفوفين كليًا وجزئيًا على لعبة كرة الهدف أو ما يعرف بـ “كرة الجرس”، من قبل مدرب مختص بالرياضات الخاصة وتحت إشراف مدربين مساعدين، بحسب ما قال مروان حسينو، مساعد مدرب ومشرف على الفعالية.
وأضاف حسينو لعنب بلدي أن الفريق المشرف واجه صعوبات عدة أهمها عدم تأقلم اللاعبين المكفوفين مع اللعبة بسهولة، مشيرًا إلى أنهم أصبحوا متمكنين منها بعد تدريبات مكثفة.
ودعا حسينو الجهات الرياضية المختصة شمالي سوريا إلى تنظيم أنشطة مماثلة لذوي الاحتياجات الخاصة، والتركيز على فئة المكفوفين “المهمشة”، متمنيًا أن تكون فعالية “القلوب المبصرة” “بداية الانطلاقة”.
ما هي “كرة الهدف”؟
تندرج لعبة “كرة الهدف” ضمن الرياضات المعتمدة عالميًا، ولها بطولات تنافسية في الاتحاد الدولي لرياضات المكفوفين، حين اندرجت عام 1976 ضمن دورة تورنتو للألعاب الأولمبية، وفازت بها النمسا بميدالية ذهبية بعد تغلبها على ألمانيا.
وتشترط اللعبة أن يكون اللاعبون من المكفوفين أو ضعاف البصر، وتتكون مباراتها من فريقين كل فريق يضم ثلاثة لاعبين وله الحق في الاستبدال ثلاث مرات.
وتعتبر الكرة المزودة بجرس أهم أدوات لعبة “كرة الهدف”، والتي غالبًا ما يعتمد فيها اللاعبون على السمع، ويكون ملعبها مستطيلًا وينقسم من منتصفه إلى شقين بخط الوسط.
ووفق نظام اللعبة يكون إحراز الأهداف عند إيصال الكرة إلى منتهى الملعب في أي من الجهتين، ويُلزم اللاعبون بتغطية أعينهم بغطاء العين عند خوض أي مباراة من هذا النوع، وذلك لضمان تساويهم في نسب الرؤية.