عدنان كدرش.. تشكيلي ثارت لوحاته في إدلب

tag icon ع ع ع

عبر لوحات فنية كانت جزءًا من مسيرته الفنية، يسعى الفنان التشكيلي السوري عدنان كدرش إلى سد ما أسماه “فراغًا ثقافيًا” ساد في محافظة إدلب خلال سنوات الحرب، مدفوعًا بأمل رفض من خلاله إنهاء مشوراه الفني على عتبة الحرب.

منذ أن كان على مقاعد الدراسة، اكتشف المدرسون موهبة “غير عادية” لدى عدنان كدرش، ابن مدينة إدلب، أحيت بداخله رغبة في صقل تلك الموهبة بشكل أكاديمي، فالتحق بمركز الفنون التشكيلية في مدينته، على أمل أن يدخل كلية الفنون الجميلة بعد حصوله على شهادة البكالوريا.

لم تتبلور تلك الرغبة بشكل كامل لدى كدرش، وفق ما يقول لعنب بلدي، إذ لم تسمح له ظروفه المادية بدخول كلية الفنون الجميلة، فدرس في معهد إعداد المعلمين قسم “العمل اليدوي”، الذي وجد فيه جزءًا مما كان يصبو إليه، كون المعهد يولي اهتمامًا بالرسامين والفنانين على اختلاف مواهبهم.

تخرج كدرش من معهد إعداد المعلمين عام 1999، وعمل كمدرّس لمادة الفنون في مدارس إدلب للمرحلتين الإعدادية والثانوية، كما عمل في مركز الفنون التشكيلية مدة سبع سنوات، تلتها انطلاقة الثورة السورية في معظم الأراضي السورية، بما فيها مدينته، وعلى مفترق ذلك الطريق بدأ بالتفكير جديًا برسم مستقبل جديد لمشواره الفني.

جداريات ثورية

لم يستطع الفنان السوري الانفصال عن واقعه حين ضجت مدينته بمظاهرات مدنية سلمية، عام 2011، بل عمل على توظيف فنه بخدمة الثورة، وفق ما يقول، ونشط مع مجموعة من الفنانين في إدلب في مجال رسم لوحات رفعها المشاركون بالمظاهرات طالبوا فيها بإيقاف القمع، كما رسم جداريات في شوارع إدلب تذكر بالمعتقلين وحالة “اللاعدل” التي عانى منها المدنيون في عموم سوريا.

في ذلك الوقت، كان كدرش لا يزال يعمل في مدارس تابعة للنظام السوري، لكنه وبعد سيطرة المعارضة السورية على إدلب، عام 2015، ظن أنه سيجد متنفسًا فنيًا، إذ ترك العمل في مدارس النظام لكنه اصطدم بواقع لم ينصف الفنانين وأصحاب المواهب، على حساب ما خلفته الحرب من معاناة إنسانية طغت على المجتمع الإدلبي.

هنا، وجد عدنان كدرش نفسه منخرطًا في عمل المنظمات الإغاثية، فعمل في مجال حماية الطفل ونظّم نشاطات فنية ترفيهية للأطفال في المخيمات حتى لمعت برأسه فكرة تأسيس هيئة تجمع فناني ومثقفي إدلب “لعلها تسد الفراغ الثقافي في المدينة”، على حد تعبيره.

وبالفعل عمل كدرش مع مجموعة من فناني مدينته على افتتاح مؤسسة “ضياء” الثقافية، في أيلول الماضي، تضم مثقفين ورسامين وشعراء وخبراء في السينما والمسرح، الهدف منها نقل صورة للعالم مفادها أن إدلب مدينة الفن والشعراء والمثقفين “لا مدينة الإرهاب” كما يروج البعض إعلاميًا.

ولم يغفل الفنان السوري عدنان كدرش، في حديثه لعنب بلدي، عن ذكر صعوبات أخرى يواجهها الرسامون في إدلب، ومن بينها عدم توفر المواد اللازمة للرسم، خاصة الألوان، وغلاء أسعار المتوفر منها.

وختم “نضطر لإنجاز لوحاتنا بألوان طرش عادية وإطار خشبي فقط، هذا ما هو متوفر بين أيدينا”.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة