كائناتٌ من الخشب والقماش تُخيفُ الأمنَ !!
جريدة عنب بلدي – العدد 25 -الأحد – 22-7-2012
بعد العمليات الوحشية التي قام بها عناصر أمن النظام وشبيحته في المدينة، قرر عددٌ من شباب داريا مواجهةَ هؤلاء بطريقةٍ جديدةٍ تبثُ الرعب في قلوبهم، وترفع في الوقت نفسه من معنويات الثوار الذين قُيدت حركتهم ونشاطاتهم كثيرًا نتيجة التواجد الأمني المتواصل في المدينة. فكانت الفكرة التي أبدعتها عقول هؤلاء الشباب «مظاهرةً للفزاعات»!! فقاموا بتحضير عدد من الفزاعات على شكل جسم الإنسان وألبسوها ثيابًا متنوعةً ظهرت بها الفزاعات كأشخاصٍ في أعمارَ مختلفةٍ وتم لصق شعاراتٍ متعددة على هذه الفزاعات فبدتْ كلُ فزاعةٍ كمتظاهرٍ في قلب المظاهرة…. إلا أن الفرق هنا أن الأمن لن يكون قادرًا على قتل هذه الفزاعة أو إرهابها إذ لاروح لها. وقرر هؤلاء الشباب بوضع الفزاعات في وسط المدينة واختاروا ساحة تربة داريا لتكون مكانًا للمظاهرة الحدث…. لاسيما أن هذه الساحة هي المكان المفضل لعناصر الأمن في كل اقتحام للمدينة يتمركزون وينتشرون فيها ويرهبون الناس منها.
فبعد انسحاب موكب أمن النظام وشبيحته مساءَ السبت 15/07/2012 قام الشباب بنشر الفزاعات في ساحة التربة بعد أن قطعوا الطرقات المحيطة تحسبًا لعودة الموكب الأمني فجأةً… وأعدوا المكان بحيث يكون جاهزًا لاستقبال الموكب الأمني في صباح اليوم التالي.
وفي صباح اليوم التالي الأحد 16/07/2012 دخل موكب الأمن مدينة داريا ووصل إلى ساحة التربة ليتفاجأ بوجود الفزاعات هناك وقد انضمت إلى ركب الثورة المباركة… فما كان منهم إلا أن بدأوا بإطلاق النار الكثيف عليها لتخريبها وتكسيرها، ثم انسحبوا عائدين إلى أوكارهم، ليقوم الشباب بعد ذلك من جديدٍ بإعادة ما تبقى «حيًّا» من الفزاعات إلى مكانها لتتابع نشاطها الثوري… ولم تشهد المدينة عودة الموكب الأمني الذي توارى منذ ذلك الحين ولجأ إلى أسلوبٍ جديدٍ من الوحشية من خلال قصف المدينة ببيوتها وأبنائها وفزاعاتها بقذائف الهاون التي كانت تنطلق من مطار المزة العسكري لتحط عشوائيًا في أرجاء المدينة….
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :