“هذا ما عندي كرجل دين.. ومن الطبيعي أن أسعى إلى تحقيق ما أريده”، عبارة قالها وزير الأوقاف السوري، محمد عبد الستار السيد، ردًا على منتقدي المرسوم رقم 16 لعام 2018 الذي ينظم عمل وزارة الأوقاف.
وكان لردود السيد أمس، الاثنين 1 من تشرين الأول، عبر قناة “الإخبارية السورية”، وقعها السلبي عند السوريين الذين كانوا يبدون امتعاضهم حول مواد المرسوم التشريعي الجديد.
وكتب الكاتب السوري قمر الزمان علوش عبر صفحته في “فيس بوك” اليوم الثلاثاء 2 من تشرين الأول، “في مقابلة وزير الأوقاف الفاشلة نسي أمرين، أن يحترم عقول الناس، وأن يتذكر تصريحاته السابقة فلا يقع في التناقض”.
وكان السيد رد على منتقدي المرسوم بأنه جاء فقط لتنظيم عمل وزارة الأوقاف، وليس صحيحًا أنه يعطي للوزير صلاحيات واسعة، ولا يعني تدخله في عمل الوزارات الأخرى، لافتًا إلى أن مجموعة من فقهاء القانون هم من وضعوه، وليسوا رجال دين.
وقبل وصوله إلى سدة الوزارة قبل 11 عامًا، شغل السيد منصب معاون وزير الأوقاف بين عامي 2002 و2007، كما عمل مديرًا للأوقاف ومفتيًا لمدينته طرطوس، بين عامي 1985 و2002.
لكن ردوده وسعيه لتطمين المنتقدين المتخوفين مما أسموه “هيمنة رجال الدين على مفاصل الدولة” لم تكن مقنعة، خاصة مع النص على تمكين متطوعين من الشباب المتدينين لإعدادهم ليكونوا رجال دين، ما شبهه البعض بـ”هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” في المملكة العربية السعودية.
كما استهجن آخرون ورود فقرة في المرسوم تمنح صلاحية للوزير للإشراف على الشؤون الدينية النسائية وضبط وتوجيه عمل “معلمات القرآن الكريم” ووضع ضوابط منح التراخيص للتدريس الديني النسائي.
وهذا يشير إلى تنظيم “القبيسيات” الذي تنصلت الأوقاف منه، واكتفت بإقرارها بوجود من أسمتهم “معلمات القرآن”، وأن تسمية “القبيسيات” تعود إلى فترة معينة لم تعد موجودة الآن، وأن عملهن يقتصر على تحفيظ القرآن وتفسيره في المساجد، حيث يعملن وفق تراخيص من الوزارة.
وجاء ذلك بعد انتشار مقطع مسجل لمجموعة من النساء ينشدن داخل الجامع الأموي، قيل إنهن من “القبيسيات” وينشدن بترخيص من الأوقاف.
عبد الستار السيد.. خطب وتفسيرات مثيرة للجدل
تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا لإحدى خطب السيد، عام 2015، والتي يتكلم فيها بطريقة عدوانية على لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم، منتقدين طريقته في الدعوة، ونافين أن يكون في خطابه أي اعتدال.
كما أصدر عدة تعاميم كان آخرها في 30 من تموز الماضي، بتشديد الرقابة على خطباء المساجد، والتزامهم بالخطب التي تقررها الوزارة.
وأعقب ذلك استهجان كبير من محاضرة ألقاها السيد في حشد من العلماء بعنوان، “ضوابط وقواعد تفسير القرآن الكريم تفسيرًا معاصرًا (التفسير الجامع نموذجًا) وفق المرتكزات الفكرية للسيد الرئيس بشار الأسد في الإصلاح الديني”، وذلك ضمن فعاليات الدورة 26 لجائزة الشيخ أحمد كفتارو، لحفظ القرآن وتفسيره.
السيد الداعم الديني الأول لنظام الأسد
ونشرت وزارة الأوقاف، عبر صفحتها في “فيس بوك”، جزءًا من مجلة حائط، تضمنت ملصقات من صحيفة “البعث” الحكومية الصادرة عام 1972، لزيارة رئيس النظام السابق، حافظ الأسد، لدار “الأمان” في طرطوس لأبناء الشهداء، وكان في استقباله وزير الأوقاف آنذاك، عبد الستار السيد.
كان الوزير عبد الستار السيد، وهو والد الوزير الحالي، محمد عبد الستار السيد، وزيرًا في عهد حافظ الأسد، وكان ذلك أحد أهم أسباب تقرب محمد عبد الستار السيد من السلطات.
بعد أن تولى السيد وزارة الأوقاف عام 2007، وذلك بعد إعفاء الوزير، محمد زياد الدين الأيوبي، على خلفية اتهامات بالفساد، أصبح من رجال الدين المقربين للأسد.
وتولى الدفاع عن النظام منذ بداية الاحتجاجات عام 2011، وهو الوزير الوحيد الذي أمضى فترة طويلة في منصبه، إذ تم إعفاء وزيرين للأوقاف، خلال سبع سنوات فقط، هما محمد عبد الرؤوف زيادة، ومحمد زياد الدين الأيوبي.
–