تترقب محافظة إدلب البدء بتنفيذ بنود الاتفاق الخاص بها، والذي أعلنت روسيا وتركيا عنه، أيلول الماضي، وبشكل خاص المنطقة العازلة منزوعة السلاح.
وبرزت نقاط إشكالية في الاتفاق في اليومين الماضيين، ما دفع فصيل “جيش العزة” العامل في ريف حماة الشمالي إلى رفض بنود منه، خاصةً موضوع سحب السلاح الثقيل من الفصائل العسكرية ونقطة دخول الدوريات الروسية إلى المنطقة العازلة.
وقالت “الجبهة الوطنية للتحرير” في بيان لها اليوم، الاثنين 1 من تشرين الأول، إنها أجرت لقاءً مطولًا مع تركيا بخصوص بنود الاتفاق، وموضوع الوجود الروسي في المنطقة المعزولة على وجه التحديد.
وأضافت أن اللقاء تمت فيه مناقشة الأمر، وتم إعطاء موقف واضح برفضه، مشيرةً أن إلى تركيا وعدت بعدم حصوله وأكدت ذلك.
المقرات تبقى بسلاح متوسط
وفي حديث لعنب بلدي أوضح الناطق باسم “الجبهة الوطنية”، ناجي مصطفى أن “الجبهة” تحفظت على عدة بنود في الاتفاق الروسي- التركي، وخاصة تسيير الدوريات الروسية في المنطقة العازلة، والتي تم رفضها بشكل قاطع.
وقال إن نقاط رباط فصائل المعارضة ستبقى مكانها دون أي تغيير على الجبهات الفاصلة مع قوات الأسد، بسلاح متوسط كرشاشات “23” ومدافع “57” ومضادات الدروع.
وأضاف أن السلاح الثقيل سيتراجع إلى المقرات الخلفية فقط، وفي السابق كان كذلك، نافيًا الحديث عن تسليمه بشكل كامل لأي جهة.
وحتى اليوم لم تتضح آلية إنشاء المنطقة العازلة من قبل روسيا وتركيا في محيط إدلب، وبحسب ما قالت مصادر مطلعة من المعارضة لعنب بلدي فإن تطبيق الاتفاق على الأرض بانتظار الاجتماع الذي ستعقده المخابرات التركية مع الروسية في الأيام المقبلة.
ولم يعلق مصطفى على سؤاله حول حدود المنطقة العازلة، لكن مصادر في “الجيش الحر” أكدت لعنب بلدي أن المنطقة العازلة حسم أمرها في مناطق المعارضة فقط، بعيدًا عن الحديث الأول الذي دار عن إنشائها مناصفة بين مناطق النظام والمعارضة.
وستكون المنطقة العازلة بعرض 20 كيلومترًا، وستتولى الشرطة التركية الإشراف عليها بحسب الاتفاق.
وبحسب خريطة السيطرة الميدانية تصل حدود المنطقة العازلة من الجهة الشرقية لإدلب إلى حدود دارة عزة، الأتارب، سراقب، معرة النعمان.
وفي الجنوب تغطي مدينة خان شيخون، كفرزيتا، مورك، وصولًا إلى كفرنبل، بينما من الجهة الغربية تغطي مدينة جسر الشغور حتى بلدة محمبل والبارة في جنوبها.
آلية العمل غير واضحة
وأشار شرعي فصيل “فيلق الشام”، عمر حذيفة، أمس الأحد، إلى أن المنطقة العازلة سيملؤها الجنود الأتراك بسلاحهم الثقيل وعتادهم العسكري الكامل، للتصدي لأي هجوم من جانب النظام السوري.
وقال، “لن يكون دخول للعناصر الروسية إلى مناطق الثوار والمجاهدين أبدًا، وهي نقطة تم طرحها في حال الاشتباه بوجود سلاح ثقيل في مناطقهم، وبقيت هذه النقطة مثار خلاف يُعمل على البحث فيها ووضع حل يناسب الطرفين”.
وبحسب المصادر العسكرية فإن دخول الدوريات الروسية إلى مناطق المعارضة كان الخلاف الأكبر في اليومين الماضيين.
وقالت إن “هيئة تحرير الشام” و”الجبهة الوطنية” تنتظران حتى اليوم ما ستؤول إليه الاجتماعات اللوجستية بين الروس والأتراك، حول منطقة منزوعة السلاح.
“لا توجد آلية للعمل حتى اليوم لتطبيق مخرجات سوتشي، وفي السابق كانت مجرد اقتراحات”، وبحسب المصادر تطالب روسيا بمركز محافظة إدلب وجسر الشغور، والأتراك يرفضون الأمر.
وأشارت إلى تباين في وجهات النظر بين الدول الراعية لاتفاق إدلب، وهي روسيا وتركيا.
ولم تتخذ “تحرير الشام” موقفًا رسميًا من الاتفاق حتى اليوم، وسط مشاورات داخلية تدور في مجلس الشورى التابع لها، بحسب ما قال مدير العلاقات الإعلامية في “تحرير الشام”، عماد الدين مجاهد لعنب بلدي في حديث سابق.
–