سيف دمشقي وعناق.. طهران تقف بين المنامة ودمشق

  • 2018/09/30
  • 1:08 م
رؤساء النظام السوري وإيران والبحرين - (تعديل عنب بلدي)

رؤساء النظام السوري وإيران والبحرين - (تعديل عنب بلدي)

لأول مرة منذ مطلع أحداث الثورة السورية التقى وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، مع نظيره البحريني، خالد بن محمد آل خليفة، وتبادل معه التحيات في مشهد ترجم بإشارات تقارب بين البلدين، بعد القطيعة الدبلوماسية والسياسية بينهما، في ظل دخول الملف السوري في مسار الحل السياسي مع قرب الانتهاء من العمليات العسكرية على الأرض.

تحليلات وتساؤلات عدة دارت بخصوص اللقاء العابر الذي استمر لدقائق، وخلال كلمة له في اجتماعات الجمعية العامة أعطى الوزير البحريني موقفًا واضحًا لبلاده من الملف السوري، والذي تحاول البحرين العودة إليه بشكل قوي إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي.

وقال آل خليفة إن “البحرين تؤكد على ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة السورية بمشاركة فعالة ودور عربي قوي، وبما يضمن تمكين الدولة من فرض سيطرتها وسيادتها على جميع أراضيها والتخلص من الجماعات الإرهابية بكافة أشكالها وخاصة تلك المدعومة من إيران كحزب الله وغيره”.

وأكد على “منع التدخلات الإقليمية التي تضر بحاضر سوريا ومستقبلها، وتحقيق طموحات أبناء الشعب السوري الشقيق في حياة آمنة ومستقرة”، مرحبًا بالاتفاق الروسي- التركي الخاص بإدلب.

وفي حديث الوزير البحريني إشارة واضحة بأن البحرين لا مانع لديها من بقاء رئيس النظام السوري، بشار الأسد في الحكم، لكن بشرط التخلي عن إيران والمجموعات المرتبطة بها، وخاصة “حزب الله” اللبناني.

وأكد على ذلك بالقول، “مشاركة فعالة (للبحرين) لتميكن الدولة من فرض سيطرتها والتخلص من الحماعات المدعومة من إيران”.

واتخذت البحرين موقفًا داعمًا للمعارضة السورية عقب انطلاقة الثورة السورية، إلى جانب جاراتها في دول مجلس التعاون الخليجي.

وكانت قد رحبت بالقصف الجوي الأمريكي والفرنسي مؤخرًا على مواقع النظام السوري، واعتبرت أن العملية العسكرية كانت ضرورية لحماية المدنيين ووقف استخدام الكيماوي، وعبرت عن دعمها للغارات التي استهدفت مواقع عسكرية للنظام السوري.

سيف دمشقي

ورغم الموقف المساند للمعارضة بشكل “استعراضي”، تبنت البحرين موقفًا معاكسًا لذلك، وفي آذار عام 2016، وصف العاهل البحريني، حمد بن عيسى آل خليفة، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالرئيس “الحكيم”، وذلك في أثناء لقائه برئيس مجلس “مفتي روسيا”، راوي عين الدين.

وبحسب بيان مجلس مفتي روسيا، الذي نقلته وكالة سبوتنيك، حينها، طالب عاهل البحرين الدول العربية بمساندة ودعم الرئيس الروسي، لما تتمتع به روسيا من مكانة لائقة في العالم بفضل سياسية بوتين الحكيمة، على حد قوله.

وكان وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد آل خليفة، قال خلال زيارة ملك البحرين لروسيا، في شباط 2016، إن البحرين تقدّر دور روسيا في مساعدة سوريا على الخروج من المحنة الصعبة، معتبرًا أن دور روسيا مهم وعلى جميع دول العالم التعاون معها لتثبيت الأمن والاستقرار في سوريا.

وأهدى ملك البحرين الرئيس بوتين، خلال زيارته، سيفًا من الحديد الدمشقي والمعادن الثمينة، سماه “سيف النصر”، متمنيًا النصر لروسيا التي تساند النظام السوري في الحرب ضد فصائل المعارضة.

ولاقت تصريحات الملك البحريني موجة غاضبة آنذاك من قبل سياسيين وصحفيين، ووصفوه بأنه “مباركة للجرائم التي تنفذها روسيا ضد الأطفال والمدنيين في سوريا”.

عداء مع إيران

وشهدت البحرين في عام 2011 احتجاجات شعبية واسعة اتهمت الطائفة الشيعية بتحريكها، وقمعتها الحكومة، بمساعدة قوات “درع الجزيرة”.

وعلى مدار السنوات الماضية اتهمت البحرين إيران بالتدخل في شؤونها الداخلية، وكذلك اتهمت “الحرس الثوري” بتدريب المعارضة ضدها.

وفي عام 2014، استضافت إيران عددًا من نواب الأحزاب والكتل الشيعية البحرينية حتى يلقوا كلمات بمناسبة الذكرى السنوية لهجوم القوات الأمنية والعسكرية البحرينية على المتظاهرين في ميدان اللؤلؤة بالمنامة.

وفي لقاء جمعه بأعضاء من الجماعات المعارضة للحكومة البحرينية، أشاد خامنئي بـ “قوة الشعب البحريني وصموده في مواجهة الهجوم الذي يداهمه من جهات مختلفة”.

وتعتبر العلاقات بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي متوترة، عدا قطر التي تتعرض لمقاطعة كاملة من جاراتها في المجلس.

ناتو عربي

ويتزامن لقاء المعلم وآل خليفة مع تحركات تعمل عليها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإنشاء تحالف أمني من ست دول خليجية إضافة لمصر والأردن، تحت مسمى “الناتو العربي”.

والدول الخليجية الست هي السعودية والإمارت والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين.

وقال متحدث أمريكي لوكالات عالمية في الأيام الماضية إن الهدف من هذا التحالف هو “التصدي للعدوان الإيراني والإرهاب والتطرف وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط”.

وبحسب نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الخليج العربي، تيم لاندركينغ، فإن الإدارة الأمريكية تخطط لعقد قمة في كانون الثاني المقبل لتدشين الحلف الجديد.

وقال في مقابلة مع صحيفة “ذا ناشونال” الإماراتية إن التحالف الجديد سيضم تسع دول عربية على رأسها دول التعاون الخليجي، بالإضافة لمصر والأردن والولايات المتحدة.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا