أكثر عشرة أمراض انتشارًا بين طلاب المدارس
د. أكرم خولاني
من الطبيعي أن يصاب بعض التلاميذ والطلاب خلال العام الدراسي بمجموعة من الأمراض التي تنتشر في المدارس، نتيجة وجود الأطفال بمجموعات كبيرة، وكثرة الاختلاط في القاعات الدراسية والحمامات وحافلات النقل، ورغم كل ما يقوم به الأولياء والإدارات التعليمية من إرشادات ونصائح للطلبة، تظهر تلك الأمراض بشكل دوري مع بداية العام الدراسي، ولذلك فإننا سنعرّف بأكثر الأمراض انتشارًا في المدارس وطرق الوقاية منها.
ما أكثر الأمراض انتشارًا بين طلاب المدارس
- الأمراض الجلدية: كالقمل والجرب والإصابات الفطرية، تشاهد هذه الأمراض نتيجة العدوى بين الطلاب مهما كان مستوى المدرسة، وحتى في الأكثر رقيًا منها، ولكن تلاميذ الروضات والمدارس الابتدائية أكثر عرضة للإصابة بها.
- النزلات المعوية: تنتقل عن طريق تلوث الغذاء أو الشراب أو عن طريق دورات المياه، ويبقى الفيروس المسبب للعدوى في القناة الهضمية مسببًا قيئًا متكررًا وإسهالًا مائيًا قد يصل حتى 15 مرة في اليوم، وقد يحدث ارتفاع بالحرارة.
- التسمم الغذائي: يحدث نتيجة تناول أطعمة فاسدة مسببًا القيء والإسهال، وقد يحدث خلط بين حالات التسمم الغذائي وحالات النزلات المعوية لتشابه الأعراض، لكن هناك فرقًا بين هذين المرضين، ففي التسمم الغذائي يكون الطعام فاسدًا أو عفنًا أو حامضًا أو متغير الطعم أو الرائحة، أما في النزلة المعوية فيكون الطعام ملوثًا ولكنه طبيعي من حيث الشكل واللون والمذاق، والفرق الآخر أن التسمم الغذائي يصيب كل من يأكل من نفس الطعام، أما النزلة المعوية فتصيب البعض ولا تصيب البعض الآخر.
- نزلات البرد: تزداد نزلات البرد المتصاحبة بحساسية الأنف والجيوب الأنفية، وتؤدي إلى ارتفاع الحرارة والعطاس ونزول إفرازات مائية من الأنف مع احتقان بالحلق وصداع وقشعريرة أحيانًا، و يحدث انسداد في الأنف ويتبعه انسداد في الأذن وطنين، وقد يصل أحيانًا إلى التهاب في الأذن الوسطى.
- جدري الماء: يعد من أكثر الأمراض انتشارًا بين طلاب المدارس، ويتظاهر بارتفاع الحرارة مع بثور حويصلية الشكل داخلها سائل شفاف ثم تجف وتتحول إلى بثور سوداء، بطبيعة الحال تختلف درجة الإصابة من طفل إلى آخر حسب قوة العدوى وتناوله للتطعيمات.
- الحصبة: وهي مرض فيروسي شديد العدوى تنتقل عن طريق العطاس أو السعال أو مخالطة شخص موبوء عن كثب أو مخالطة الإفرازات الصادرة عن أنفه أو حلقه بشكل مباشر، وتصيب معظم الأطفال ولو لمرة واحدة في حياتهم، وفيها ترتفع درجة حرارة الطفل المصاب بشكل طفيف لمدة ثلاثة أيام يعاني فيها من زكام شديد وسعال جاف واحمرار وحرقة بالعينين مع حساسية زائدة للضوء، ثم يظهر طفح جلدي أحمر اللون حاك قليلًا، يبدأ خلف الأذنين وعلى الصدغين والجبهة، ثم ينتشر على الوجه، ثم الجذع، وأخيرًا يغطي سائر الجسد والأطراف، ويكون الطفح الجلدي بشكل بقع حمراء غير منتظمة ومتفرقة ومتباينة في الحجم، ومن المهم معرفة أعراضها وعزل الطفل المصاب.
- الحصبة الألمانية (الحميرا): هو عدوى حادة فيروسية، معدية، تنتقل بالرذاذ المحمول بالهواء عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس، كما يمكن أن تنتقل عن طريق الاحتكاك المباشر مع الشخص المريض، عن طريق لمس السوائل من فمه أو أنفه أو عينيه، أوعن طريق ملامسة أحد الأغراض التي علقت عليها قطرات صغيرة جدًا من هذه السوائل، ويتظاهر المرض بارتفاع حرارة يتلوه ألم والتهاب في العيون (التهاب الملتحمة)، وأعراض تشبه أعراض نزلة البرد (سيلان الأنف والتهاب الحلق)، مع تضخم الغدد اللمفاوية الواقعة خلف الأذنين وفي الناحية الخلفية للعنق، ويتميز بطفح جلدي يبدأ بالظهور على وجه المريض وعنقه قبل أن ينتشر إلى الجذع ثم الذراعين والساقين، ويكون على شكل بقع مسطحة حمراء قانية مائلة إلى اللون الوردي، ويسبب الحكة.
- الالتهاب الكبدي الفيروسي أ (الوبائي): يعتبر هذا المرض من أكثر الأمراض المسببة للأوبئة التي تنتشر بين طلاب المدارس، ينتقل الفيروس عبر الأطعمة أو المشروبات الملوثة من الأيدي الملوثة بالفيروس، ولذلك يمكن أن تحدث العدوى في المدرسة عند تناول طعام لمسه طفل مصاب بالتهاب الكبد أ دون أن يغسل يديه بعد الخروج من المرحاض، أو استخدام مرحاض مشترك مع شخص مصاب دون غسل اليدين جيدًا بعد الخروج، ويتظاهر المرض بأعراض كأعراض الإنفلونزا (تعب عام، قشعريرة، ارتفاع حرارة، غثيان) مع إقياء وألم بطني ويرقان ( اصفرار لون الجلد وبياض العين) وبول غامق كلون الشاي وبراز فاتح اللون وقد تحدث حكة، ويجب أن يبقى الطفل في المنزل حتى يتم الشفاء وتعود التحاليل (أنزيمات الكبد) إلى المعدل الطبيعي.
- الحمى التيفية (التيفوئيد): وهي مرض معد حاد، ينجم عن جرثومة السالمونيلا التيفية، وتحدث العدوى في المدارس نتيجة شرب الماء الملوث، أو تناول طعام ملوث بالجراثيم عن طريق الذباب، أو من اليد الملوثة إلى الفم عند لمس مرحاض ملوث وعدم غسل اليدين جيدًا بعد الخروج، ويتظاهر المرض بارتفاع حرارة وخاصة في المساء والليل مع إقياء ونقص شهية وخمول وتعب وآلام معممة وآلام بطنية شديدة، وقد يحدث إمساك، وتورم واحمرار الأصابع عند الأطفال، وقد يصبح المريض طريح الفراش، ويهدد المرض حياته إن لم يعالج بالشكل الصحيح.
- التهاب الملتحمة الوبائي: ينتج التهاب الملتحمة عن الإصابة بفيروس أو جرثوم أو مسببات حساسية، ويتمثل هذا الوباء بالتهاب الملتحمة وانتفاخها، ويتظاهر باحمرار العين وانتفاخها، وتدميع العين، وشعور بالحكة أو بحرقة في العينين، وإفرازات صفراء أو خضراء، وحكة في الأنف، وعطاس، وتنتقل العدوى من الأيدي إلى العين في حال كانت الأيدي ملوثة بالفيروس أو الجرثوم، ويمكن للأيدي أن تصبح ملوثة في حال لامست دموع أو إفرازات شخص مصاب عن طريق المصافحة أو ملامسة أسطح ملوثة بالعامل الممرض أو إفرازات عين شخص مصاب.
كيف يمكن الوقاية من العدوى في المدرسة؟
- المحافظة على النظافة الشخصية: من أكثر الأمور ضرورة، فلا يجوز تبادل الأغراض الشخصية كالألعاب، والأكواب، والملاعق، ومحارم تنظيف الأنف، وتعويد الطفل أن يغسل يديه بالماء والصابون قبل الأكل وبعده وبعد استخدام الحمام، والامتناع عن تناول الأغذية المكشوفة لأنها تكون عرضة للأتربة والحشرات.
- إبقاء الطفل في البيت إذا كان مريضًا: إذ إن طفلًا مريضًا واحدًا في المدرسة قد ينقل العدوى لكثير من زملائه، وتختلف الفترة اللازمة لإبقاء الطفل في البيت بحسب المرض.
- التغذية السليمة: يجب الحرص أن يكون النظام الغذائي للطفل صحيًا، بتناول الوجبات الثلاث صباحًا وظهرًا ومساءً، وأن يحتوي الطعام على العناصر الغذائية بشكل متوازن، مع الإكثار من تناول الخضراوات لأنها تحتوي على مضادات الأكسدة، وهي مواد مضادة للسموم وتساعد في تقوية جهاز المناعة، وكذلك الحرص على تناول أنواع الفاكهة المتوفرة في الشتاء كالحمضيات والكيوي (هذه الأنواع غنية بفيتامين C) والموز (غني بالمغنيزيوم).
- النوم والراحة الكافية: الحرص على أن ينال الطفل قسطًا كافيًا من الراحة والنوم، فهما ضروريان للنمو والتطور لدى الأطفال، كما أنهما يمكنان الجسم من تنظيف الأجهزة وتعزيز جهاز المناعة.
- الاهتمام بإعطاء اللقاحات: يجب التأكد من تطعيم الأطفال ضد الأمراض التي من الممكن أن تصيبهم أو التي يصابون بها عن طريق العدوى.
- الاهتمام بنظافة المدارس: يجب أن تكون القاعات مهواة بشكل جيد، وأن تنظف الحمامات بشكل دوري، وأن توفر المياه النظيفة الصالحة للشرب.
- الاهتمام بالصحة المدرسية: عن طريق التثقيف والتوعية الصحية للمعلمين والطلاب، وتعليم الأطفال السلوكيات الصحيحة للوقاية من العدوى، وكذلك الفحص الدوري للأطفال لاكتشاف الإصابات مبكرًا وعلاجها قبل انتشارها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :