حركة التهريب من تركيا تنشط مجددًا

  • 2018/09/30
  • 12:13 م
لاجئون سوريون بعد وصولهم من تركيا إلى جزيرة ليسبوس اليونانية - (AP)

لاجئون سوريون بعد وصولهم من تركيا إلى جزيرة ليسبوس اليونانية - (AP)

عنب بلدي – برهان عثمان

في أحد مقاهي مدينة اسطنبول التركية جلس الشاب السوري أوس (23 عامًا) مع ثلاثة من أصدقائه، بانتظار أحد المهربين من أجل الهجرة نحو اليونان ثم إلى أوروبا، دون معرفة خطورة الرحلة خاصة بعد تشديد تركيا على الهجرة منذ 2016.

أوس تحدث لعنب بلدي عن تفاصيل رحلته من اللقاء مع المهرب في اسطنبول وتعريفه على أنواع وسائل النقل في الأراضي التركية وبعدها في اليونان، والأجور التي يجب دفعها بحسب الطريق ووسائل النقل المستخدمة، مشيرًا إلى أن الرحلة مرتفعة الثمن إذ تتراوح تكاليفها بين 1500و2500 دولار عن طريق البر في حين تختلف الأسعار في الطريق البحري.

الناشط الإعلامي في اسطنبول، محمد عبد الصمد (26 عامًا)، قال إن “الرحلة إلى اليونان أصبحت محفوفة بالمخاطر ولم تعد نزهة، كما كانت سابقًا عندما كانت الأسعار أرخص وبعض الأفراد والمجموعات ينتقلون بمفردهم عبر الحدود إلى اليونان، في حين أصبح الأمر اليوم له تبعات قانونية قد تفضي إلى الترحيل من تركيا”.

ارتفعت نسبة اللاجئين من تركيا إلى الدول الأوروبية بشكل ملحوظ عام 2018، مقارنة بالعام الماضي، وفقًا لصحيفة “فيلت أم زونتاغ” الألمانية.

وفي تقرير للصحيفة، السبت 29 من أيلول، فإن عدد اللاجئين من تركيا إلى الدول الأوروبية سجل 38687 لاجئًا، منذ مطلع العام وحتى أيلول الحالي، بزيادة قدرها 43% مقارنة بنفس الفترة من العام 2017.

الإحصائية استندت إلى تقرير داخلي للمفوضية الأوروبية، وأشار إلى أن عدد الأتراك يشكل 54% من نسبة اللاجئين إلى أوروبا خلال عام 2018.

ووفقًا للتقرير الذي نشرته الصحيفة الألمانية، فإن 36423 شخصًا من هذه الأعداد أعيدوا من تركيا إلى اليونان، منهم 12147 لاجئًا عبروا الطرق البرية.

رحلة متعبة وشاقة

وتحدث أشخاص التقتهم عنب بلدي عن صعوبة الرحلة، إذ يقول أوس، “لم نكن نعرف أنه أمر خطير وصعب ولم نشعر بأننا نفعل شيئًا مخالفًا للقانون”.

جمع المهرب الراغبين في الهجرة إلى أوروبا في أحد أقبية اسطنبول، وهم من جنسيات مختلفة، من بينهم السوري والعراقي والإيراني والباكستاني، وقسمهم إلى عدة مجموعات، كل مجموعه تستقل طريقًا مختلفًا مع دليلها، قبل تحميلهم في عربة صغيرة ونقلهم إلى منطقة حدودية داخل الأراضي التركية.

وأشارت أم سناء (35 عامًا)، سيدة من ريف دمشق وأم لطفلة تبلغ ثلاث سنوات، إلى مخاطر التهريب من المشي والمبيت في العراء والخوف من الجندرمة التركية، إضافة إلى “طرق النصب والاحتيال التي يقوم بها بعض المهربين، وخطر التعرض للسرقة في أثناء الطريق”.

وأكدت أم سناء، التي كانت تأمل اللحاق بزوجها في ألمانيا كون الطرق القانونية في لم الشمل تستغرق وقتًا طويلًا، أن الرحلة كلفتها الكثير ماديًا وجسديًا ونفسيًا.

العودة إلى تركيا

وبعد أكثر من عشر ساعات شملت التنقل في الأراضي التركية واليونانية، تمكنت إحدى المجموعات، التي كانت تضم 17 شخصًا، بينهم أربعة أطفال وست سيدات، من الوصول إلى إحدى القرى اليونانية، قبل انتظارهم في الغابة لمدة تسع ساعات إضافية لحين وصول سيارة خاصة تقلهم، لكن الشرطة اليونانية ألقت القبض عليهم وتم اقتيادهم إلى إحدى نقاط الشرطة القريبة.

فتشت الشرطة اليونانية أمتعة الجميع وصورتهم وسجلت أسماءهم، قبل تسليمهم إلى عناصر حرس الحدود اليوناني، بحسب ما تقوله أم سناء، وتم نقلهم على متن طراد عسكري وإلقاؤهم على الجانب التركي، قبل إلقاء القبض عليهم من قبل الجندرمة التركية وسجنهم لعدة أيام، ثم تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى ضمت العوائل أرسلت إلى مخيم للاجئين السورين في ولاية أورفة، والثانية ضمت الشباب السوريين وتم ترحيلهم إلى سوريا.

في حين أشار الناشط عبد الصمد إلى المعاملة السيئة التي يعانيها اللاجئون من قبل حرس الحدود اليوناني من التفتيش والإهانة والضرب والتحرش، كما أن بعضهم أجبروا على خلع ملابسهم بشكل كامل في أثناء عملية التفتيش، إضافة إلى فقدان جزء من أموالهم خلال ذلك.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع