هل نرى بطلًا جديدًا لإسبانيا هذا الموسم؟

  • 2018/09/30
  • 10:13 ص
المدربان أرنستو فالفيردي وجولين لوبتيغي (تعديل عنب بلدي)

المدربان أرنستو فالفيردي وجولين لوبتيغي (تعديل عنب بلدي)

من المبكر الحكم على المدير الفني الجديد لريال مدريد، لا سيما بعد حملة واسعة من الانتقادات اللاذعة التي طالته عقب الهزيمة المدوية أمام نادي إشبيلية الإسباني بثلاثية نظيفة.

وأعلن نادي ريال مدريد تعيين جوليين لوبتيغي (51 عامًا) على رأس القيادة الفنية للنادي، ليتولى الأمور بعد رحيل زين الدين زيدان هذا الصيف.

لوبتيغي لم يكن المرشح البارز لقيادة الملكي، على عكس ما كان عليه الحال بالنسبة لكونتي وبكوتينيهو وغيرهم من المدربين.

ريال مدريد في عهد لوبتيغي

توقيع ريال مدريد مع لوبتيغي جاء بهدف صنع هوية إسبانية للفريق ككل، والاعتماد على مواهب وخريجي مدارس الفئات العمرية في النادي، بالاضافة للتعاقد مع مواهب إسبانية أخرى، وهذا ما حدث في انطلاقته بالدوري الجديد.

لوبتيغي يحبذ فكرة الاستحواذ واللعب بأسلوب “تيكي تاكا”، واللعب بضغط عال من مناطق الخصم، ويعتمد بشكل كبير على خطط 4-3-3، مستغنيًا عن أسلوب الفرنسي زين الدين زيدان، والذي اعتمد بشكل أساسي على خطة 4-4-2.

وضع لوبتيغي ثقته باللاعبين الإسبان وعلى رأسهم إيسكو وأسنسيو اللذان فاضل بينهما كثيرًا في لعب دور الجناح الأيسر، لكن الكفة تميل أغلب الأحيان لصالح إيسكو الذي حاز على ثقة المدرب.

يلعب الفريق عند امتلاك الكرة في عملية الخروج بها من الخلف إلى الأمام، ويصبح الوضع مختلفًا في محاولات توسيع مساحة الاستحواذ، وعند خسارة الكرة يلعب الفريق بأسلوب الضغط العكسي ويتحول لتشكيل 4-1-4-1 أو 4-4-2 بحسب الخصائص الفنية والتكتيكية للمواجهة التي يخوضها الفريق.

لا يمانع المدرب الإسباني بترك الكرات للخصم ولكنه يحاول العودة بالاستحواذ عن طريق إطباق الضغط لمحاولة صنع اللعب مجددًا.

لوبتيغي المدرب ما قبل فترة ريال مدريد

مسيرة المدرب الجديد بدأت بعد إعلان اعتزاله مع نادي رايو فاليكانو الإسباني، إذ عمل فيه كمساعد مدرب في أولى تجاربه التدريبية عام 2002 مع المدرب فيرناندو فاسكيز قبل أن يُمنح الثقة من إدارة النادي وينطلق بمسيرته كمدرب عام 2003 في النادي ذاته ليقال بعدها بثلاثة أشهر إثر فشله في تولي المسؤولية، وسوء نتائج النادي والتي أسهمت بهبوط الفريق إلى الدرجة الثانية متذيلًا الترتيب.

عام 2010 انطلقت مسيرته التدريبية الحقيقية، بعد أن تولى منصب تدريب منتخبي إسبانيا لفئة تحت 19 عامًا و20 عامًا، وحقق في تلك الفترة لقبين أوروبيين عامي 2011 و2012، واستمر مع نفس الجيل في منتخب تحت 21 عامًا ما بين عامي 2012 و2014 وحقق معه بطولة أوروبا موسم 2013-2014، قبل أن يدرب نادي بورتو البرتغالي.

وعلى الرغم من فشله بالتتويج بمسابقة الدوري، نجح في إعداد جيل مميز من اللاعبين الجيدين وظهر بمستوى جيد في المسابقات الأوروبية.

وفي عام 2016 درب لوبتيغي المنتخب الإسباني الأول خلفًا للمدرب المعتزل فيسينتي ديل بوسكي، ونجح بالوصول إلى نهائيات روسيا 2018 متصدرًا مجموعته في التصفيات.

أرنستو فالفيردي

لا يلقى أسلوب فالفيردي استحسانًا لدى عشاق برشلونة، بسبب خطط المداورة التي يتخذها بين اللاعبين وفشل عدد منهم في تقديم مستوى ثابت في ظل إدارته للنادي، وعلى رأسهم عثمان ديمبلي الذي كان يتوقع مشجعو النادي الشيء الكثير منه.

فالفيردي كما هو الحال لدى لوبتيغي يلعب على أسلوب الاستحواذ والضغط العالي من مناطق الدفاع باتجاه الوسط وصناعة اللعب.

المدرب بدأ الموسم الحالي في مواجهته أمام ديبورتيفو ألافيس اللعب بخطة 4-4-2 وفاز فيها بثلاثية، ولكنه عاد للعب بخطة 4-3-3 في الجولات التالية بالدوري الإسباني، وسجل 14 هدفًا من خلالها، وتلقت شباكه سبعة أهداف، وهو معدل عالٍ من الأهداف في ست مباريات عما كان عليه الحال بالموسم الماضي.

ورغم تتويجه بالثلاثية الموسم الماضي (الليغا وكأس الملك وكأس السوبر الإسباني)، خرج النادي من ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا أمام روما بعد أن أمّن النتيجة في مباراة الذهاب بأربعة أهداف لهدف.

ولكن برشلونة معروف بسياسته الصبورة على مدربيه فهو لا يقيلهم إلا بعد إثبات فشلهم بشكل كلي، وأيضًا من المبكر الحكم على مشوار برشلونة لهذا الموسم منذ بدايته.

مشوار فالفيردي

مطلع الموسم الماضي، أعلن برشلونة التعاقد مع إرنستو فالفيردي، المدرب الذي لا يعرفه سوى قليل من مشجعي كرة القدم بسبب قيادته لأندية بعيدة إلى حد ما عن منصات التتويج وخاصةً الأوروبية.

الاختيار الكاتلوني لفالفيردي بسبب ميول النادي إلى تعيين لاعبيه السابقين في مركز المدير الفني الأول، ويشترط أن يكونوا من ذوي روابط قوية بالنادي والذين يتبعون الفلسلفة الهجومية وفلسفة الاستحواذ، وشملت تعيينات برشلونة من لاعبين سابقين كلًا من يوهان كرويف وبيب غوارديولا ولويس إنريكي.

فالفيردي هو نجم سابق لعب تحت قيادة يوهان كرويف، وكان أسطورة في نادي أتلتيك بلباو، حيث بدأ حياته الاحترافية من ملعب سان ماميس، وحقق معه الكثير من النجاحات كلاعب ومدرب.

أدار فالفيردي أكاديمية اللاعبين بخبرة كبيرة بعد أن عمل في أكاديمية أتلتيك بلباو في موسم 2003-2004، وهو ما يعتمد عليه برشلونة من أجل ضخ الدماء الجديدة من مدرسته “لاماسيا”.

وفي عام 2007 تمكن فالفيردي من قيادة إسبانيول إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي، قبل أن يخسر أمام إشبيلية بالضربات الترجيحية، وتواصلت نجاحاته في الموسم الذي تلاه مع أولمبياكو اليوناني، حين فاز في الدوري مرتين.

الفشل الوحيد في تاريخه كمدرب كان عندما أقيل من فياريال في موسم 2009-2010 بعد سلسلة من النتائج السلبية مع “الغواصات الصفراء”، وتركه في المركز العاشر، رغم أن الفريق كان يعج بالمواهب بعد رحيل سلفه مانويل بليغريني.

بدأ بعدها المدرب مع بلباو من موسم 2013-2014 ليقوده للمشاركة في دوري الأبطال بالموسم الأول والذهاب إلى نهائي كأس إسبانيا قبل أن يخسر مع برشلونة على الرغم من كون فريقه مكونًا من لاعبين محليين.

وبين إرنستو فالفيردي وجولين لوبتيغي يرتبط مصير الدوري الإسباني، بالوقت الذي ينتفض فيه إشبيلية قويًا ويعتبر أتلتيكو مدريد منافسًا شرسًا على البطولة المحلية، ولكن من النادر أن يدخل فريق جديد على خط المنافسة بين العملاقين الإسبانيين وكبار القارة العجوز، ومع دخول الدوري الإسباني جولته السابعة يبقى من المبكر الحكم على المدربين لهذا الموسم، ولكن قد يكون للفشل بوادر.

مقالات متعلقة

رياضة دولية

المزيد من رياضة دولية