من الغوطة إلى إدلب..
مركز الحكيم لرعاية الحوامل والرّضع يستأنف نشاطاته
استمر “مركز الحكيم” على مدى ثلاثة أعوام بتقديم خدماته في مجال الرعاية الصحية الأولية في الغوطة الشرقية، مستهدفًا الحوامل والمرضعات والأطفال الرضع، رغم الحصار الذي شهدته المنطقة هناك.
انتقل مركز الحكيم لرعاية الحوامل والرضع مع أغلب كوادره الطبية إلى الشمال السوري، إثر حملات التهجير التي طالت الغوطة الشرقية بدمشق عقب سيطرة النظام عليها في نيسان 2018، وأعلن المركز في الشهر ذاته استئناف عمله في معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، مقدمًا خدماته للنساء الحوامل والمرضعات والأطفال.
مدير مركز الحكيم، إسماعيل الخطيب، قال لعنب بلدي إن المركز يضم أقسامًا تقدم خدماتها مجانًا للمرضى، أبرزها قسم علاج أمراض سوء التغذية عند الأطفال، وذلك ضمن فئتين عمريتين، الأولى من عمر يوم حتى ستة أشهر، والفئة الثانية من ستة أشهر حتى 59 شهرًا (خمس سنوات).
وتعالج حالات سوء التغذية ضمن برنامج التدبير المجتمعي لسوء التغذية الحاد، بالإضافة إلى تقديم العلاجات الغذائية والأدوية الروتينية للمرضى.
كما يضم المركز قسمًا لرعاية الحامل من شهرها الأول وحتى الولادة، ويستمر بتقديم الرعاية اللازمة لها حتى بعد الولادة، بالإضافة إلى معالجة الأطفال فوق عمر خمس سنوات.
وأشار الخطيب إلى أن عدد المستفيدين من مركز الحكيم يصل إلى 5500 مستفيد شهريًا، يتوزعون على مختلف الأنشطة والأقسام الموجودة، إذ لا يقتصر المركز على تقديم خدماته لأبناء الغوطة الشرقية المهجرين إلى الشمال، بل يستفيد منه أبناء المنطقة أيضًا.
وانتقل معظم الكادر الطبي الذي كان يعمل في مركز الحكيم بالغوطة الشرقية إلى المركز الجديد في معرة النعمان، باستثناء جزء قليل منه، حيث تم استدراك النقص في الكادر، بحسب الخطيب.
وتحدث الخطيب عن تسهيلات كبيرة في عمل المركز في معرة النعمان، عكس ما كان عليه الأمر في مركز حمورية بالغوطة الشرقية، إذ إن المواد الغذائية والطبية متوفرة بشكل أكبر في الشمال السوري، في حين عانت الغوطة من حصار خانق على مدى خمس سنوات فقدت فيها المواد الغذائية والطبية، ما أدى إلى انتشار سوء التغذية بين الأطفال.
كما استفاد مركز الحكيم من حرية الحركة المتوفرة في الشمال، الذي يشهد بشكل نسبي استقرارًا أمنيًا، بالإضافة إلى توفر المواد الأساسية لتشغيل المركز ومن بينها المحروقات.
عيادات متنقلة وأنشطة توعوية
لا يقتصر مركز الحكيم في تقديم خدماته على مجال الرعاية الصحية الأولية للأم والطفل ضمن المركز الثابت فقط، إذ ينظم حملات خارجية عبارة عن عيادات متنقلة، يبلغ عددها ست فرق جوالة.
ويشير مدير المركز إلى أن تلك الحملات تتركز غالبًا في مخيمات الشمال السوري بالإضافة إلى بعض التجمعات السكنية، لتقديم الأنشطة نفسها التي يقدمها المركز الثابت.
كما يقدم المركز حملات توعوية للحوامل والمرضعات، تنقسم إلى قسمين، الأول عبارة عن مشورات فردية يطلبها المستفيدون، وغالبًا ما تتركز حول تعزيز ثقافة الإرضاع الطبيعي ومخاطر الإرضاع الصناعي والأغذية التكميلية وكيفية إدخال الطعام للطفل تدريجيًا.
والثاني عبارة عن مشورات جماعية تكون في أثناء وجود المراجعات في صالة الانتظار أو من خلال دعوتهم إلى قاعة المشورات الصحية، حيث يتم طرح مواضيع توعوية بشكل عام.
ويتلقى مركز الحكيم دعمه من المؤسسة الدولية للتنمية الاجتماعية (SDI)، ويهدف إلى الوصول إلى فئات المجتمع السوري بصورة أكبر.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :