اختلف موقف فصيل “جيش العزة” العامل في ريف حماة الشمالي من الاتفاق التركي- الروسي بشأن محافظة إدلب، بعد اتضاح بنوده بشكل دقيق، وخاصة حدود المنطقة العازلة التي ستقطع من مناطق سيطرة المعارضة بشكل كامل، دون أي تداخل في مناطق سيطرة النظام.
وقال الفصيل في بيان له اليوم، السبت 29 من أيلو، إنه لن يقبل أن تكون المنطقة العازلة على حساب الأراضي المحررة فقط، بل يجب أن تكون مناصفة مع مناطق سيطرة النظام.
كما رفض تسيير دوريات روسية على الأراضي المتفق عليها في المنطقة العازلة، وعدم فتح الطريق الدولية لما أسماه “فك الخناق عن إيران والنظام وإطلاق تجارتهم”، إلا في حال تم الافراج عن المعتقلين في سجون النظام.
وفي حديث لعنب بلدي قال الناطق باسم “جيش العزة”، مصطفى معراتي، إن المنطقة العازلة ستكون في مناطق المعارضة فقط، وبند سحب السلاح الثقيل سيكون من الفصائل العسكرية في الشمال دون تطبيق ذلك على قوات الأسد.
وأضاف معراتي أن المنطقة العازلة عرضها 20 كيلومترًا، وهي مساحة تزيد عن مساحة المناطق “المحررة” في إدلب وريفها، مشيرًا إلى أن الأتراك هم من أبلغوا الفصائل بالبنود الدقيقة للاتفاق.
من هو “جيش العزة”؟
يتركز نفوذ الفصيل في ريف حماة الشمالي، ودخل خط المواجهات منذ اليوم الأول لحملة قوات الأسد العسكرية على المنطقة.
وينتشر أيضًا في ريف اللاذقية الشمالي، وينتمي لـ “الجيش الحر”، وهو أول فصيل استهدفته المقاتلات الروسية لدى تدخلها في سوريا، مطلع تشرين الأول 2015.
أعلن سابقًا عدم التزامه بقرار وقف إطلاق النار، الموقع في 30 كانون الأول 2016، إثر استهداف مقراته بغارات جوية، ومضي النظام السوري في عمليات التهجير.
وتبع إعلانه إيقاف الدعم المالي عنه، وفي حديث سابق مع النقيب مصطفى معراتي، قال إن الدعم متوقف عن الفصيل وغيره من الفصائل منذ آب 2017، دون معرفة الأسباب.
يعرف “جيش العزة” بمهارة مقاتليه باستخدام الصواريخ الموجهة “تاو”، ودمر عدة دبابات تابعة لقوات الأسد في الأيام الماضية.
بعيد عن الاندماج
طوال السنوات الماضية بقي الفصيل العسكري، والذي يحظى بشعبية كبيرة في ريف حماة الشمالي مستقلًا، بعيدًا عن الاندماجات التي شهدها الشمال السوري، آخرها “الجبهة الوطنية للتحرير” مع “حركة أحرار الشام الإسلامية” وفصائل “صقور الشام”، “جيش الأحرار”، “حركة نور الدين الزنكي”.
ولم تقتصر الاستقلالية على الاندماج فقط بل نأى بنفسه عن الاقتتالات الأخيرة التي شهدتها إدلب، وخاصة التي اندلعت بين “هيئة تحرير الشام” و”حركة أحرار الشام الإسلامية”.
يعتبر “جيش العزة” من أقوى الفصائل العسكرية في الشمال، وكان قد اتجه في الأشهر الماضية إلى إقامة معسكرات تدريبية استقطبت العشرات من الشباب.
بالتزامن مع الحملة العسكرية الأخيرة التي روجت لها قوات الأسد ظهر قائد الفصيل جميل الصالح وهو يتفقد التحصينات في ريف حماة الشمالي، من بينها أنفاق كبيرة على خط التماس مع النظام السوري في مدينة اللطامنة، والتي تعتبر المدينة الأم للفصيل.