انقسام في “تحرير الشام” بشأن الانسحاب من المنطقة العازلة في إدلب
تشهد “هيئة تحرير الشام” خلافًا داخليًا بشأن الانسحاب من المنطقة العازلة المتفق عليها بين الرئيسين التركي والروسي، رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين.
وقالت مصادر مطلعة لعنب بلدي اليوم، الجمعة 28 من أيلول، إن التيار المعتدل في “الهيئة” وافق ضمنيًا على الانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح، إلا أنه اصطدم برأي التيار المتشدد ويحاول حل الخلاف معه بشكل سريع قبيل المدة المتفق عليها، قبيل منصف تشرين الأول المقبل.
وأضافت المصادر أن الخلافات تدور حاليًا في مجلس الشورى، وفي حال الإصرار على رفض الانسحاب قبل منتصف الشهر المقبل سيتحرك الجيش التركي ضد الأطراف الرافضة والمنخرطة في التيار المتشدد.
وتتزامن التطورات الخاصة بـ”تحرير الشام” مع اجتماعات تدور بين قادة فصائل عسكرية عاملة في إدلب في تركيا لبحث اتفاق المحافظة.
وقال مصدر من “الجيش الحر” لعنب بلدي، في 26 أيلول الحالي، إن تركيا دعت للاجتماع من أجل بدء العمل ببنود الاتفاق الموقع مع روسيا، والتي تنص على إنشاء منطقة عازلة ونزع السلاح الثقيل من الفصائل العاملة فيها.
وأضاف المصدر أن الفصائل لا تزال في المنطقة العازلة المتفق عليها، ويتركز الحديث حاليًا على موضوع السلاح الثقيل.
وأشار إلى أن المنطقة العازلة ستكون بعمق 15 كيلومترًا في إدلب و20 كيلومترًا في سهل الغاب بريف حماة الغربي.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال منذ ساعات، إن “الجماعات المتشددة” بدأت بالانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب.
وفي مقابلة مع وكالة “رويترز”، أضاف أردوغان أنه لا يمكن أن تستمر مساعي السلام مع استمرار رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في السلطة.
وفي حديث قبل أيام مع مدير العلاقات الإعلامية في “تحرير الشام”، عماد الدين مجاهد، قال لعنب بلدي إن “المشاورات جارية في مجلس شورى الهيئة بشأن اتفاق إدلب، وسيصدر بيان رسمي قريبًا”.
ولم يعلق مجاهد على الموقف الذي اتخذه قادة مهاجرون في “تحرير الشام” حول اتفاق إدلب، وذلك في سؤاله عما إذا كان موقف المهاجرين “يمثل الهيئة”.
ولم تصدر “تحرير الشام” بيانًا رسميًا بهذا الشأن حتى اليوم.
وبحسب المصدر يأتي تأخر بيان الموقف من الاتفاق على خلفية الخلافات الداخلية، التي لم تحسم بعد.
وأوضح المصدر أن خطوط المنطقة العازلة تم رسمها على الشريط الشرقي لإدلب من ريف حلب الشمالي حتى الريف الشرقي لحماة.
بينما لا تزال خطوط المنطقة في ريف حماة الشمالي غير محددة كون المنطقة تخضع لسيطرة واسعة لـ”تحرير الشام”.
وطوال الأشهر الماضية، رفضت “تحرير الشام” حل نفسها مع بقية فصائل إدلب، لكن هذا الموقف دار على لسان قادة مهاجرين ومصنفين ضمن التيار المتشدد.
ورافق ذلك الحديث عن انقسام في البيت الداخلي فيها بين تيار يريد إنهاء العزلة الدولية، وتيار يريد قتال تركيا والفصائل التي تدعمها كـ “أحرار الشام” و”الجيش الحر”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :