امرأة في الأخبار.. زعيمة ميانمار من النضال السلمي إلى المشاركة في الجريمة

مستشارة الدولة في ميانمار أونغ سان سو تشي تحضر الجلسة الافتتاحية لقمة آسيان الـ31 في مانيلا الفيليبين - 3 أيلول 2018 (رويترز)

camera iconمستشارة الدولة في ميانمار أونغ سان سو تشي تحضر الجلسة الافتتاحية لقمة آسيان الـ31 في مانيلا الفيليبين - 3 أيلول 2018 (رويترز)

tag icon ع ع ع

تصدرت ميانمار (بورما) الأخبار العالمية بسبب المجازر التي تتعرض لها أقلية الروهينغا المسلمة، وصدرت تقارير عدة عن الأمم المتحدة تدين تلك الجرائم المرتكبة على يد المتعصبين البوذيين وفي ظل حماية ومساعدة قوات الأمن الحكومية.

ومنذ آب 2017، أسفرت تلك المجازر عن مقتل آلاف الروهينغا، بحسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلًا عن لجوء نحو 826 ألفًا إلى الجارة بنغلادش، وفق الأمم المتحدة.

الزعيمة تبرر الانتهاكات

وفي مقابلة مع “بي بي سي”، قالت أونغ سان سو تشي، زعيمة ميانمار، إنها على علم ببعض المشاكل التي يتعرض لها الروهينغا في ولاية راخين (أركان)، ولكن استخدام عبارة “تطهير عرقي” لوصف ما يتعرضون له هو “أمر مبالغ فيه”.

وأردفت سو تشي أن المسلمين يقتلون بعضهم البعض أيضًا، وذلك في حال اعتقدوا أن البعض منهم يتعاون مع السلطات.

نالت سو تشي جائزة نوبل للسلام عام 1991 “لصراعها اللاعنفي لتحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان”، وكان هدفها “إنشاء مجتمع ديمقراطي يمكن للجماعات العرقية فيه أن تتعاون بتناغم”، حسبما جاء في موقع نوبل الرسمي.

تصريحات سو تشي المنكرة لتلك الجرائم ألّبت الرأي العالمي ضدها، وعلت أصوات عديدة تطالب بسحب جائزة نوبل للسلام منها، مثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، التي أصدرت بيانًا قالت فيه، “ما تقوم به سلطات ميانمار من جرائم بشعة ضد أقلية الروهينغا المسلمة، بمعرفة رئيسة وزرائها أونغ سان سو تشي وتأييدها، عمل يتناقض مع أهداف جائزة نوبل ومع القانون الدولي وحقوق الإنسان”.

وبالمقابل صرح رئيس معهد نوبل، أولاف نويلستاد، أن المعهد لا يستطيع نزع الجائزة، لأن قوانين نوبل تمنع إمكانية ذلك، حسب وكالة “رويترز”.

وكانت جائزة نوبل قد تعرضت للتشكيك بمعاييرها التي اعتبرها كثيرون مسيسة، خاصة بعد أن منحت لقادة إسرائيليين مشهورين بارتكاب مجازر عديدة بحق الفلسطينيين كإسحاق رابين، شمعون بيريز، مناحم بيجن، ولقادة وسياسيين أمريكيين أمثال: ثيودور روزفلت، جيمي كارتر، آل غور، هنري كيسنجر.

من هي أونغ سان سو تشي؟

ولدت عام 1945 في يانغون، ميانمار، وهي ابنة رئيس وزراء ميانمار في عهد الاحتلال البريطاني، والذي يعد أشهر المناضلين من أجل استقلال البلاد، الجنرال أونغ سان الذي تعرض للاغتيال عام 1947.

انتقلت عام 1960 إلى الهند مع والدتها التي عينت سفيرة ميانمار في دلهي، ثم انتقلت إلى المملكة المتحدة لتدرس الفلسفة والسياسة والاقتصاد في جامعة أوكسفورد البريطانية، وحصلت على درجة الدكتوراة في العلوم السياسية من كليه الدرسات الشرقية والإفريقية جامعة لندن.

تزوجت من الأكاديمي الإنكليزي مايكل آريس، وأنجبت طفلين، ثم عادت إلى يانغون عام 1988.

الوضع السياسي في ميانمار كان متأزمًا، وانتشرت خلال ذلك العام المظاهرات الطلابية المطالبة بالإصلاحات الديمقراطية، حيث تولت سو تشي قيادة تلك الثورة ضد الدكتاتور الجنرال ني وين.

قادت حراكًا سلميًا عبر البلاد مطالبًا بالإصلاحات والانتخابات الحرة، وأسست حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، ولكن تم وضعها تحت الإقامة الجبرية من عام 1989 وحتى عام 1995.

فاز حزبها بانتخابات عام 1990، ولكن قادة العسكر منعوا تحقيق الشرعية، واستمروا باعتقال الأعضاء من المعارضة، ورفضوا إطلاق سراحها من الإقامة الجبرية.

حصلت على جائزة سخاروف لحرية الفكر سنة 1990، وجائزة نوبل للسلام سنة 1991، وفي عام 1992 على جائزة جواهر لال نهرو من الحكومة الهندية، وتم منحها ميدالية الكونغرس الذهبية وهي أرفع تكريم مدني في الولايات المتحدة.

وكان لجائزة السلام وقع كبير لجمع الرأي العالمي لصالح قضيتها، حسب موقع جائزة نوبل.

تكررت اعتقالاتها حتى عام 2010، بعد أن قضت ما يصل إلى 15 عامًا من فترات الإقامة الجبرية.

فازت عام 2012 بمقعد في البرلمان وأصبحت زعيمة المعارضة، وفي عام 2015 فاز حزبها بالانتخابات فوزًا ساحقًا تولت على إثرها منصب رئيسة الوزراء لتكون الحاكمة الفعلية للبلاد.

برنامج “مارس” التدريبي – حباء شحادة

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة