تجري “هيئة تحرير الشام” مشاورات لاتخاذ قرار رسمي من اتفاق إدلب، والذي وقعته روسيا وتركيا، الأسبوع الماضي، ونص على إنشاء منطقة عازلة.
وقال مدير العلاقات الإعلامية في “تحرير الشام”، عماد الدين مجاهد، لعنب بلدي اليوم، الاثنين 24 من أيلول، إن “المشاورات جارية في مجلس شورى الهيئة بشأن اتفاق إدلب، وسيصدر بيان رسمي قريبًا”.
ولم يعلق مجاهد على الموقف الذي اتخذه قادة مهاجرون في “تحرير الشام” حول اتفاق إدلب، وذلك في سؤاله عما إذا كان موقف المهاجرين يمثل “الهيئة” ككل.
وكان الرئيسان التركي والروسي، رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، اتفقا مطلع الأسبوع الحالي، على إنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب بين النظام والمعارضة.
وستكون المنطقة بعرض 15 إلى 20 كيلومترًا تحت إشراف الطرفين.
وعقب الاتفاق تباينت ردود الفعل عليه بين الفصائل العسكرية، وبينما رحبت “الجبهة الوطنية للتحرير” به، رفضه تنظيم “حراس الدين” واعتبره شبيهًا بما حصل في البوسنة باتفاقية نزع السلاح.
ولم تعلق “تحرير الشام” بشكل رسمي على الاتفاق حتى اليوم، لكن قادة مهاجرين فيها أبدوا موقفهم الرافض له، بينهم “أبو اليقظان المصري” و”أبو الفتح الفرغلي”، “أبو مارية القحطاني”.
وحصلت عنب بلدي اليوم على بيان داخلي لـ “تحرير الشام” لم تتأكد من صحته، جاء فيه أن اللجنة الشرعية ومجلس شورى “تحرير الشام” عقدوا جلسة مطولة للنظر في مخرجات اتفاق إدلب، والخروج بصيغة “تحافظ فيها على الجهاد الشامي ويستمر الجهاد”.
وبحسب البيان، قرر مجلس الشورى رفض مخرجات اتفاق “سوتشي”، ورفض سحب أي نقطة رباط من أي محور، ورفض سحب الثقيل من أي مكان.
وأكد البيان على منع دخول أي جندي روسي للمنطقة العازلة التي تم الحديث عنها، مع الموافقة على فتح أوتوستراد حلب- اللاذقية ودمشق- حلب لكن تحت رعاية “تحرير الشام”.
وأشار مجلس الشورى إلى أنه “تم إبلاغ الأتراك برفض المؤتمر وما تم الاتفاق عليه، ولم يصلنا الرد حتى الآن”.
وطوال الأشهر الماضية، رفضت “تحرير الشام” حل نفسها مع بقية فصائل إدلب، لكن هذا الموقف دار على لسان قادة مهاجرين ومصنفين ضمن التيار المتشدد.
ورافق ذلك الحديث عن انقسام في البيت الداخلي فيها بين تيار يريد إنهاء العزلة الدولية، وتيار يريد قتال تركيا والفصائل التي تدعمها كـ “أحرار الشام” و”الجيش الحر”.
وقالت تركيا، الأسبوع الماضي، إن طائرات دون طيار ستنسق تسيير الدوريات المشتركة مع روسيا في المنطقة العازلة المتفق على إنشائها في إدلب.
وأوضح وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن طائرات دون طيار تابعة لتركيا وروسيا، ستقوم بتنسيق دوريات في المنطقة منزوعة السلاح بين مناطق النظام والمعارضة في إدلب.
وقال إن “المعارضة المعتدلة ستبقى مكانها وهذا أمر في غاية الأهمية، وسيتم وقف إطلاق النار، ولن تتم مهاجمة المنطقة، وأيضًا لن تكون هناك استفزازات لمناطق أخرى انطلاقًا منها”.
–