اتهامات للخليج وأوروبا.. حراك دبلوماسي إيراني عقب هجوم الأهواز

  • 2018/09/23
  • 5:43 م
اطلاق نار على عرض عسكري في الاهواز جنوبي ايران 22 أيلول 2018 (وكالة إيسنا)

اطلاق نار على عرض عسكري في الاهواز جنوبي ايران 22 أيلول 2018 (وكالة إيسنا)

أسفر الهجوم على عرض عسكري للحرس الثوري في منطقة الأهواز جنوبي إيران، إلى اتهامات طالت دولًا أوروبية وعربية، وتمثلت باحتجاجات رسمية.

وعلى خلفية الهجوم الذي أدى إلى مقتل 29 وإصابة نحو 60 آخرين معظمهم من الحرس الثوري الإيراني، يوم أمس، استدعت طهران ثلاثة دبلوماسيين من بريطانيا والدنمارك وهولندا، إلى جانب احتجاج رسمي قدمته للإمارات العربية بشأن ما وصفته بـ “تصريحات معادية لإيران”.

وشن مسلحون هجومًا على عرض عسكري رسمي بحضور قياديين من الحرس الثوري الإيراني، ومسؤولين آخرين، أمس.

اتهامات لدول أوروبية

ونقلت وكالة إرنا” الإيرانية الرسمية اليوم، الأحد 23 من أيلول، أن الخارجية الإيرانية استدعت سفيري هولندا والدنمارك، والقائم بالأعمال البريطاني، وأبلغتهم “احتجاج طهران على إيواء دولهم لبعض أعضاء المجموعة الإرهابية التي ارتكبت الهجوم الإرهابي”.

وجاء في نص الخارجية الإيرانية، “ليس مقبولاً ألا يُدرج الاتحاد الأوروبي على لائحته السوداء عناصر هذه الجماعات الإرهابية لأنها لم ترتكب جرائم على التراب الأوروبي”.

وتستند اتهامات طهران لدول أوروبية لاحتضانها للجبهة “الديموقراطية الشعبية الأحوازية”، الموجودة في بريطانيا وهولندا والدنمارك، وتقول إيران إن الجماعة تتخذ من لندن قناة فضائية لها، وتبث بياناتها من هناك.

لكن “الجبهة الديموقراطية الشعبية الأحوازية” نفت في بيان نشرته على موقعها الالكتروني أمس، أي صلة في الهجوم على الأهواز، في ردها على وسائل إعلام إيرانية اتهمتها بالوقوف وراء الهجوم.

واعتبرت الجبهة الشعبية في بيانها، أن السلطات الإيرانية تسعى، باتهامها، لإشغال الناس عن دعمها للمليشيات التابعة لإيران، بحسب وكالة “فرانس برس”.

ووفقًا للوكالة الإيرانية، فقد أبدى الدبلوماسيين الأوربيون أسفهم عن الهجوم وتوعدوا بنقل الرسائل الإيرانية إلى حكوماتهم، إلى جانب إبداء تعاون بلادهم لتحديد الفاعلين في الهجوم.

دول الخليج متهمة بالهجوم

السلطات الإيرانية أشارت إلى تصريحات معادية وصفتها بـ “المهينة” جاءت على لسان مسؤول إماراتي تتعلق بهجوم الأهواز يوم أمس، لكنها لم تسم ذلك المسؤول.

واستدعت الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال الإماراتي في العاصمة طهران، لإبلاغه “باحتجاج حازم على التصريحات غير المسؤولة والمهينة التي أدلى بها مستشار للحكومة الإماراتية”.

ووجهت الخارجية تحذيرًا للمسؤول الإماراتي، وقالت إن “الحكومة الإماراتية ستتحمل مسؤولية أي دعم فاضح للإرهاب يعلنه أفراد مرتبطون”، وفقًا للوكالة الإيرانية.

من جهته قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم، “ليس لدينا أدنى شك حول هوية من ارتكبوا هذا الأمر ولا حول مجموعتهم وانتمائهم (…) كل هذه الدول المرتزقة التي نراها في المنطقة مدعومة من الولايات المتحدة ويحرّضها الأميركيون”.

وأضاف، “عندما كان الرئيس العراقي صدام حسين حيًا كانوا مرتزقته. بعدها غيروا ولاءهم وتتولى إحدى دول الحوض الجنوبي للخليج الفارسي دعمهم”، في إشارة إلى دول الخليج.

إيران تتجاهل بيانات الفاعلين

وكانت وكالة “فارس” قالت أمس، إن مسلحين فتحوا النار على العرض العسكري من وراء منصة العرض، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الحرس الثوري الإيراني.

وأضافت أن “إرهابيين اثنين من التكفيريين قاما بإطلاق النار من بين حشود الجماهير على العسكريين والمواطنين الموجودين في موقع العرض العسكري”.

وتوعد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بقوله، “سنرد بسرعة وحسم على هجوم الأهواز”، واتهم من أسماهم “عملاء نظام أجنبي” بتنفيذ الهجوم.

وعقب الهجوم، أعلنت حركة “النضال العربي لتحرير الأحواز” وتنظيم “الدولة الإسلامية” مسؤوليتهما عن الهجوم الذي استهدف عرضًا عسكريًا للحرس الثوري وأسفر عن عشرات القتلى والجرحى.

وقال رئيس “حركة النضال العربي لتحرير الأحواز”، حبيب جبر، عبر حسابه في “تويتر” اليوم، “استهداف الحرس الثوري في استعراضه العسكري في الأحواز من قبل المقاومة الوطنية الأحوازية يأتي في إطار الدفاع عن النفس وضد مليشيا عسكرية إرهابية مصنفة على المستوى الدولي”.

في الوقت ذاته، نقلت وكالة “أعماق” التابعة لتنظيم “الدولة” عن مصدر أمني أن “انغماسيين من الدولة الإسلامية هاجموا تجمعًا للقوات الإيرانية في مدينة الأهواز، أثناء تواجد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، لحضور عرض عسكري”، بحسب قولها.

لكن السلطات الإيرانية لم تعر اهتمامًا أو تعلق على تبني تنظيم “الدولة” للهجوم، وحملت تبعاته لـ “الجبهة الشعبية الديموقراطية الأحوازية”، رغم نفي الأخيرة ببيان رسمي.

وفي المقابل، نددت دول عديدة بالهجوم على العرض العسكري في الأهواز يوم أمس، من بينها روسيا وفرنسا وتركيا وسوريا والكويت ومصر ودول وأحزاب أخرى، مثل حركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين.

ويأتي العرض العسكري في ذكرى اندلاع الحرب الإيرانية العراقية عام 1980، وبدأته القوات الإيرانية باستعراض جوي، ليبدأ صباح أمس عرضًا واسعًا في مدن إيرانية عدة بينها العاصمة طهران، وبمشاركة 600 قطعة بحرية في منطقة بندر عباس على الخليج العربي.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي