تنظيم “الدولة” يقترب من خسارة آخر معاقله في سوريا

camera iconعنصر من تنظيم الدولة في أثناء العمليات العسكرية الدائرة في ريف دير الزور - أيلول 2018 (أعماق)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

بقيت ثلاثة أشهر لنهاية 2018، والذي توقعته الدول الإقليمية عام النهاية لتنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، وذلك بعد انحساره من معظم المواقع التي كان يتحصن فيها في السنوات السابقة، أبرزها مدينة الرقة وصولًا إلى محيط الحسكة ودير الزور.

ينحصر نفوذ تنظيم “الدولة” حاليًا في جيبين، الأول على الضفة الشرقية لنهر الفرات ويسمى “جيب هجين”، والآخر يقع في المنطقة الممتدة من ريف حمص الشرقي حتى بادية دير الزور، إلى جانب منطقة تلول الصفا في البادية الشرقية من السويداء.

وكانت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) أعلنت، في الأيام الماضية، عن عملية عسكرية لإنهاء نفوذ التنظيم شرق الفرات، كآخر المراحل من حملة “عاصفة الجزيرة”، التي تستهدف السيطرة الكاملة على محافظة دير الزور وريفها.

على الجانب المقابل بدأت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها عملية عسكرية للسيطرة على بادية دير الزور، ورغم صعوبة تقدمها في المنطقة، يوحي المشهد الكامل بقرب انتهاء نفوذ التنظيم بعد نفاد جميع الأوراق المتعلقة به، والتي استخدمتها الدول الأجنبية لترسيم حدود المناطق التي تديرها حاليًا في سوريا.

تقدم صعب شرق الفرات

تقع مدينة هجين على الضفة اليسرى لنهر الفرات، ويحيط بها من ثلاث جهات، حيث تنتشر مزارعها وبيوتها على سهل فيضي، وتعتبر المعقل الأخير للتنظيم في المناطق الواقعة شرقي الفرات.

وتبعد المنطقة مسافة 110 كيلومترات إلى الشرق من دير الزور، وحوالي 35 كيلومترًا عن مدينة البوكمال، وتبلغ مساحتها 250 كيلومترًا مربعًا عدا القسم الصحراوي منها، وتعتبر هجين مركز ناحية، وتضم عدة قرى ومزارع هي غرانيج، الكشكية، أبو حمام، البحرة، حوامه، أبو الخاطر، وأبو الحسن.

العملية العسكرية لـ “قسد” تنطلق من أربعة محاور، وأشارت القوات الكردية في بيان انطلاق الحملة العسكرية إلى أن المشاركة تشمل ألوية من “مجلس دير الزور العسكري” وبمساندة وحدات وتشكيلات من قوّات حرس الحدود، ومشاركة كبيرة لأفواج القوات الخاصّة لـ”وحدات حماية الشعب” و”وحدات حماية المرأة”، وبإسناد من طيران التحالف الدولي بالتنسيق مع الجيش العراقي.

وحتى اليوم لم تحرز “قسد” تقدمًا ملحوظًا على الأرض، رغم مشاركة قوات أمريكية إلى جانبها في المعارك على الأرض، والتي تتركز بشكل أساسي من الجهة الجنوبية باتجاه قرية باغوز فوقاني، والتي لاتزال مسرحًا للمواجهات بين الطرفين.

وبحسب رواية وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم، تصدى مقاتلو الأخير لجميع الهجمات التي قامت بها “قسد”، وخاصةً على المحاور الجنوبية والشرقية باتجاه قرية السوسة.

نشاط أمني في الرقة والحسكة

كخطوة للتخفيف من الضغط العسكري المفروض على جيب هجين، اتجه التنظيم إلى سياسة “العمليات الأمنية” التي تستهدف مواقع “قسد” في المناطق التي انسحب منها مؤخرًا، بينها الرقة والحسكة وريف حلب الشرقي.

ومن بين الهجمات الأمنية “البارزة”، في 19 من أيلول الحالي، إذ أشارت “أعماق” إلى أن مقاتلي التنظيم نفذوا كمينًا على رتل للقوات الأمريكية و”قسد” في غويران جنوبي الحسكة، وأسفر عن قتل 15 عنصرًا وإصابة 25 آخرين بينهم جنود أمريكيون.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، قالت، آب الماضي، “مستعدون للبقاء حتى تتحقق الهزيمة التامة لداعش وسنظل مركزين على انسحاب القوات الإيرانية ووكلائها”.

وفي تقرير لها، مطلع العام الحالي، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن المحللة لدى معهد دراسات الحرب في واشنطن، جنيفر كفاريلا، أن “الحفاظ على خلايا نائمة ضروري لاستراتيجية تنظيم الدولة بعيدة المدى التي تهدف إلى عودته، وأنه لذلك كان قراره بالانسحاب مبكرًا من عدة ساحات في العراق وسوريا، وذلك للحفاظ على إمكانياته للاستخدام المستقبلي”.

ونسبت الصحيفة إلى سكان محليين في شرق سوريا قولهم إن “العديد من مقاتلي تنظيم الدولة قاموا بحلق لحاهم وغيروا مظهرهم الخارجي، وذلك للفرار مع النازحين المدنيين”.

 لا نفوذ للتنظيم في 2019

إلى ذلك لم يعلَن عن العمليات العسكرية لإنهاء نفوذ التنظيم في سوريا بشكل منفرد، بل رافقها تصريحات من مسؤولين غربيين توقعوا نهاية نفوذ “داعش” مع بداية عام 2019 المقبل.

وقال رئيس الأركان الفرنسي، الجنرال فرانسوا لوكوانتر، أمام عدد من الصحفيين، في 6 من أيلول، إن “تنظيم داعش لن يكون مسيطرًا على أيّ أراضٍ مع نهاية العام، من دون شكّ، قبل نهاية فصل الخريف”، وتعتبر فرنسا عضوًا مشاركًا في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن منذ أيلول 2014، إلى جانب77 دولة.

وإلى جانبه قال الأمين العام لـ “حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، في حديث له خلال إحياء الليلة التاسعة من محرم (عاشوراء)، إن “هذا العام سيكون عام نهاية تنظيم داعش”.

وفي نيسان 2013 تم الإعلان عن إقامة تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، ليعلن أمير التنظيم، “أبو بكر البغدادي” عما أسماه “الخلافة الإسلامية” في تموز 2014، متخذًا من الرقة السورية عاصمة له.

وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية المستفيد الأكبر من وجود التنظيم في سوريا، بعد وضع يدها على جميع المناطق التي كان يسيطر عليها في المنطقة الشرقية لسوريا والغنية بالثروات الباطنية، بحجة محاربته والقضاء عليه.

أبرز محطات محافظة دير الزور

عام 2011 مشاركة دير الزور في المظاهرات التي نادت بالحرية وإسقاط النظام السوري.

تموز 2011 النظام السوري يستخدم السلاح لقمع المظاهرات، ما دفع إلى انشقاقات في صفوفه وتشكيل “الجيش الحر” في المنطقة والذي دخل بمواجهات مباشرة مع قوات الأسد.

أيار 2013 النظام يدمر الجسر المعلق، ضمن حملة القصف التي بدأها على مناطق سيطرة “الجيش الحر”.

آب 2013 معركة تحرير دير الزور، وسيطر “الجيش الحر” على الحويقة ومراكز النظام في المدينة بينها حزب البعث وقصر المحافظ.

مطلع 2014 دخول تنظيم الدولة إلى دير الزور بعد سيطرته على الرقة بشكل كامل.

تموز 2014 أعلن تنظيم الدولة السيطرة على 90 % من المحافظة، عدا مطار دير الزور العسكري الذي بقي في يد قوات الأسد.

أيلول 2017 فكت قوات الأسد الحصار عن المطار واستعادت مساحات واسعة من المحافظة بينها اللواء 137.

تشرين الأول 2017 “قسد” تطلق حملة عاصفة الجزيرة للسيطرة على كامل منطقة الجزيرة، وذلك بالتزامن مع معارك قوات الأسد.

تشرين الثاني 2017 قوات الأسد تفرض سيطرتها على كامل مدينة دير الزور.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة