لا يزال المئات من الشباب من أهالي الغوطة الشرقية محتجزين في مراكز إيواء التي افتتحتها حكومة النظام في عدرا، منذ ما يزيد عن ستة أشهر.
وتبدلت المعاملة الجيدة التي تحدثت عنها وسائل الإعلام الرسمية مع مطلع نزوح المواطنين، إلى جانب تكليف المحتجزين بأعمال السخرة والتنظيف، وفق ما ذكر مصدر من المركز لعنب بلدي، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية.
وقال المصدر لعنب بلدي اليوم، الجمعة 21 من أيلول، “كل شيء تبدل، حتى الطعام والخبز، لم يعد يأتِ كما كان من قبل، إذ يضطر المحتجزون في المراكز إلى شراء حاجياتهم والتي ترتفع أسعارها بنسبة نصف ضعفها عن أسعارها الطبيعية في دمشق”.
وخرج من المعابر “الآمنة” التي افتتحتها قوات الأسد برعاية روسية 144 ألف مدني وفق أرقام وزارة الدفاع الروسية، قبل أن يتم وضعهم في مراكز مخصصة لإيواء النازحين في مدينة عدرا ومناطق أخرى بالقرب من العاصمة دمشق.
وبلغ عدد المهجرين في المراكز 42 ألفًا، وفق تصريح محافظ ريف دمشق، علاء منير إبراهيم، والذي نقلته صحيفة “الوطن” المقربة من النظام، في مطلع أيار، قبل أن تفتح قوات الأسد باب العودة لمدن وبلدات الغوطة الشرقية.
ولكن حكومة النظام لم تفصح عن أعداد المتبقين في مراكز الإيواء بعد أن فتحت باب العودة للأهالي، في منتصف شهر أيار الماضي.
وقال المصدر إن معظم المتبقين هم من الشباب، وحولت قوات الأسد معظمهم إلى الأفرع الأمنية التابعة لها، لا سيما فرع أمن الدولة في الخطيب وفرع المخابرات الجوية في حرستا، مشيرًا إلى أن عدد من الشباب تم تحويلهم إلى المحاكم ثم إلى السجن المركزي، ولكنه لم يذكر ما هي التهم الموجهة لهم.
وأضاف أن معظم الشباب الذين حولتهم القوات إلى الأفرع الأمنية، أعيد تحويلهم إلى الخدمة العسكرية.
وفي تصريح سابق لمصدر مطلع، طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي إن قوات الأسد منعت خروج الذكور في عمر الخدمة الإلزامية والاحتياطية وسمحت لآخرين بالخروج تدريجيًا بحسب العمر، شرط ألا يكونوا مطلوبين للخدمتين.