أعلنت الكوريتان الشمالية والجنوبية التوصل إلى اتفاق ثنائي وصف بـ “التاريخي”، لإخلاء الجزيرة الكورية من السلاح النووي بشكل كامل، وتحسين العلاقات بين البلدين الجارين.
وتحدثت وكالة “فرانس برس” اليوم، الأربعاء 19 من أيلول، أن الزعيمين، الشمالي، كيم جونغ أون، ونظيره الجنوبي، مون جيه إن، اتفقا في لقاء في العاصمة، بيونغ يانغ، على تحويل شبه الجزيرة الكورية إلى أرض سلام تخلو من أي سلاح أو تهديد نووي.
جاء ذلك عبر مؤتمر صحفي جمع الزعيمين في بيونغ يانغ، في ثالث لقاء بينهما هذا العام، لإنهاء الخلاف والانقسام الحاصل بين الكوريتين، ووعد من خلاله الزعيم الشمالي بإغلاق المجمع النووي الرئيسي في كوريا الشمالية مقابل اتفاقات محتملة مع واشنطن.
وتعد هذه الزيارة كانت الأولى للزعيم الجنوبي إلى الكورية الشمالية منذ عام 1953، سبقها زيارتين لزعيمين جنوبيين في عامي 2000 و2007، قبل فترة حكم الرئيس مون، ويأمل مون وكيم إلى أن تتحول الهدنة السائدة بين الجانبين إلى اتفاقية سلام من خلال هذه اللقاءات.
خمسة ملايين قتيل
وشهدت الكوريتان حربًا عنيفة في عام 1950 بعد هجوم الجيش الشمالي المدعوم في حينها من الاتحاد السوفيتي، على الأراضي الجنوبية، والتي دعمتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد جارتها الشمالية.
جاء ذلك بعد عامين على إعلان الزعيم الكوري كيم إيل سونغ، عن قيام جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في عام 1948، أي بعد ثلاثة أعوام على خروج القوات اليابانية من شبه الجزيرة الكورية، إثر هزيمتها على يد الحلفاء في نهاية الحرب العالمية الثانية.
واستمرت الحرب الكورية ثلاث أعوام، مع وجود التدخل الأمريكي، وأسفرت تلك الحرب عن مقتل أكثر من خمسة ملايين شخص، مدنيين وعسكريين، من الطرفين الكوريين الشمالي والجنوبي.
وسبق أن عقد الزعيمان في نيسان الماضي، قمة في المنطقة منزوعة السلاح على الحدود بين الدولتين، واتفقا من خلال اللقاء على بنود من شأنها حل الخلاف بينهما وتركزت بنود الاتفاق على إنهاء الأنشطة المعادية بين البلدين، وتغيير المنطقة منزوعة السلاح التي تقسم البلاد إلى منطقة سلام، عن طريق وقف بث الدعاية.
كما تم الاتفاق على تخفيض الأسلحة في المنطقة في حتى يتم تخفيف التوتر العسكري، والدفع باتجاه محادثات ثلاثية تشمل أمريكا والصين، إضافة لاتفاقية حول لم شمل العائلات التي خلفتها الحرب، وربط وتحديث السكك الحديدية والطرق عبر الحدود.
ومن المزمع أن يقوم جيم كونغ أون بزيارة إلى كوريا الجنوبية خلال هذا العام، لتكون أول زيارة لزعيم شمالي منذ انتهاء الحرب الكورية عام 1953، بحسب الوكالة.
ونقلت الوكالة عن الرئيس الكوري، مون، قوله “إن الشمال وافق على أن يغلق نهائيًا منشأة تونغتشانغ- ري لتجارب محرّكات الصواريخ ومنصات إطلاق الصواريخ، بحضور خبراء من الدول المعنيّة”.
وكانت بيونغ يانغ أجرت، في بداية أيلول الماضي، سادس تجربة نووية لها بعد ساعات من إعلانها عن صناعة قنبلة هيدروجينية، وسببت زلزالين.
ترحيب دولي لاستكمال الاتفاق الأمريكي- الكوري
لاقى الاتفاق الكوري ترحيبًا دوليًا بدأه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عندما قال، “وافق كيم على السماح بعمليات تفتيش نووية وهو أمر يخضع لمفاوضات نهائية، إنه أمر مثير للاهتمام”، بحسب “فرانس برس”.
تبع ذلك ترحيب روسي من الكرملين، الذي أيد اتفاق الزعيمين، ووصفه بأنه “خطوات فعالة نحو تسوية سياسية”.
بينما التف الاتفاق الجديد شكوكًا من خبراء دوليين، حول مخاوف من مواقع تخبئها كوريا الشمالية، في تشكيك بنوايا الزعيم الشمالي، كيم أون.
وقال المتخصص في مراقبة التسلح، جيفري لويس، إنه يرى أن موقع تخصيب اليورانيوم في كوريا الشمالية، “بُني بنيّة واضحة وهي أن تتم التضحية به”، ملمحًا إلى أن كوريا الشمالية تمتلك موقعا آخر على الأقل لانتاج اليورانيوم.
وكان الزعيم الكوري الجنوبي، مون جاي إن، بدء زيارة وصفت بالتاريخية إلى كوريا الشمالية تستمر ثلاثة أيام، لإنهاء النزاع الحاصل بين الجانبين، وفي محاولة لاستكمال الحوار بين بيونغ يانغ وواشنطن.
وكانت قمة جمعت بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في حزيران الماضي، توعدت بيونغ يانغ من خلالها بنزح أسلحتها الذرية وتخليها عن برنامجها النووي.
وتنتهج كوريا الشمالية مؤخرًا سياسة جديدة، بعد إعلانها عن تجميد برنامجها النووي والتوقف عن إجراء الاختبارات النووية والصاروخية، بما يدعم علاقاتها الدبلوماسية مع دول الجوار والمجتمع الدولي.
وأكد الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، خلال لقائه مع نظيره الأمريكي العمل باتجاه إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، فيما لم تحدد طرق نزعها بشكل واضح ولم يحدد البرنامج الزمني لتفكيك الترسانة الكورية الشمالية النووية.