شارع مصطفى بدر الدين.. رسالة إلى المحكمة الدولية واللبنانيين

لاتفة لشارع مصطفى بدر الدين في الضاحية الجنوبية في لبنان أيلول 2018 (يوتيوب)

camera iconلاتفة لشارع مصطفى بدر الدين في الضاحية الجنوبية في لبنان أيلول 2018 (يوتيوب)

tag icon ع ع ع

أثارت قضية تسمية شارع في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية، بيروت، باسم أحد المتهمين بمقتل “رفيق الحريري” عام 2005، غضبًا لدى الشارع اللبناني، بعد أيام على بدء المحكمة الدولية الخاصة بلنبان مرافعاتها الأخيرة.

وقال وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، اليوم الأربعاء 19 من أيلول، إن التوقيت السياسي لهذه القضية هو استفزازي، ويهدد الأمن السياسي والاجتماعي في لبنان، “نؤكد ‏عدم الموافقة على تسمية الشارع”.

مصطفى بدر الدين هو قيادي في “حزب الله” وقتل في سوريا عام 2016، وهو أحد المتهمين الرئيسيين بمقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري عام 2005، وفقًا للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

تحديًا للمخكمة الدولية واللبنانيين

وتأتي القضية المثارة حديثًا في لبنان بعد تسمية بلدية الغبيري في الضاحية الجنوبية في لبنان، لأحد شوارع المنطقة، باسم بدر الدين، بعد أيام على بدء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مرافعاتها النهائية في قضية اغتيال الحريري، والتي تتهم فيها أربعة مسؤولين من “حزب الله” من بينهم مصطفى بدر الدين.

ووجه وزير الداخلية، نهاد المشنوق، كتابًا يطالب بموجبه بلدية الغبيري، بإزالة اللافتات التي تحمل اسم بدر الدين من شوارع الضاحية الجنوبية، وفقًا لموقع “الوزارة”.

واعتبر المشنوق عبر حسابه في “تويتر”، أن قرار بلدية الغبيري مرفوضًا من قبل وزارة الداخلية، وذلك لما يشكل خطرًا على النظام العام، مشيرًا إلى أن الأمر يتعلق بخلاف سياسي ويتداخل فيه الطابع المذهبي والأمني، بحسب تعبيره.

وأشار الوزير إلى أن رفضه توقيع القرار المتعلق بتسمية الشارع، لا يمكن اعتباره موافقة ضمنية كما وصفتها بلدية الغبيري في الضاحية الجنوبية، خاصة وأن صاحب التسمية، مصطفى بدر الدين، هو أحد المتهمين لدى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بخصوص قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وكانت بلدية الغبيري قالت إن تسمية الشارع تعتبر قانونية بعد أن قدمت كتابًا قبل شهر لوزارة الداخلية بذلك الشأن ولم تتلق جوابًا منها، وهذا ما اعتبرته موافقة ضمنية تستند لأحكام قوانين البلديات.

واستدنت البلدية على المادة (63) التي تعتبر ‏أن “القرار يصبح مصدقًا ضمنًا إذا لم تتخذ سلطة الرقابة قرارها بشأنه خلال شهر من تاريخ تسجيله لديها‎”.

لكن الداخلية اعتبرت أن تسمية الشارع في هذا التوقيت جاءت لاعتبارات سياسية ومذهبية، من شأنها توسيع الخلاف اللبناني- اللبناني، في وقت تحاول الأطراف اللبنانية فيه تشكيل حكومة موحدة وإنقاذ لبنان من أزماته السياسية والاقتصادية.

وعبر مقابلة تلفزيونية نشرها المنشوق على حسابه في “تويتر” أمس، توعد بمتابعة القضية وقال “ستتخذ الوزارة وكل القوى السياسية المعنية كل الاجراءات لنزع فتيل الفتنة من الشارع والبلد”، بعد أن وصف الذي سمّى الشارع بـ “عقل استفزازي مريض بالحقد والثأر”.

الحريري يراه استفزازًا والحزب يعتبره رعبًا

بدوره علق رئيس الحكومة اللبناني، سعد الحريري، على حادثة الغبيري وقال، “هذه هي الفتنة بأمها وأبيها (…) أكبر خطأ للبلد والعهد هو تأخير تشكيل الحكومة”.

وتابع، “يجب أن تتواضع كل جهة قليلًا لتتشكل الحكومة، وإذا أراد كل فريق أن يُلغي الآخر فهي لن تتشكل”، بحسب ما نقلت صحيفة “النهار”.

ولم تستجب بلدية الغبيري لقرار الداخلية بإزالة اللافتة التي تحمل اسم بدر الدين، لا سيما أن الطريق المسمى باسمه يصل من الضاحية إلى مستشفى رفيق الحريري الحكومي، في طريق الجديدة.

من جهته يرى “حزب الله” أن قراره صائب حول الخطوة التي أثارت غضب الكثير من اللبنانيين، خاصة أنه يرفض الاعتراف بالمحكمة الدولية التي تتهمه بالوقوف وراء مقتل الرئيس الحريري عام 2005.

بينما رفض الموالين لحزب الله إزالة اللافتة تحت أي ضغط، وذهبوا لتوقيع عريضة من أجل إزالة اسم رفيق الحريري من مطار بيروت الدولي. وزادوا على ذلك بالمطالبة أيضًا بإزالة اسم ملك السعودية من أحد شوارع العاصمة بيروت.

كما أن الموالين للحزب غردوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأوسمة تؤكد تمسكهم بالتسمية الجديدة، وتعتبر ذلك تحديًا لخصومهم من اللبنانيين، وكانت أهم الأوسمة على موقع “تويتر”، (#بدرالدين_اسمك_يرعبهم).

https://twitter.com/HmzWael/status/1041730703568908288

ورأى مسؤولون ونواب لبنانيون أن هذه الخطوة تؤكد نية “حزب الله” على توسعة الانقسام اللبناني، واعتبروا ذلك نظرة فوقية ناتجة عن تباهي “حزب الله” بقوته، بحسب النائب اللبناني “زياد الحواط”، وفقًا لموقع “الكتائب”.

وقال رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوض “إن إطلاق اسم مصطفى بدر الدين على أحد الشوارع في الغبيري يشكل استفزازا غير مبرر لشريحة كبيرة من اللبنانيين كما لجمهور الرئيس الشهيد رفيق الحريري وإساءة لجوهر العيش المشترك كنا نربأ أن يلجأ إليه البعض”.

وأصدرت المحكمة مذكرات توقيف غيابية بحق كل من سليم عياش وحسين عنسي وأسعد صبرا، المنتمين إلى الحزب اللبناني، بالإضافة إلى مصطفى بدر الدين، القيادي اللبناني الذي قتل إثر انفجار قرب مطار دمشق الدولي، في أيار 2016، وسط قناعة دولية بصعوبة القبض على المذكورين حال ثبت تورطهم.

ويواجه سعد الحريري ضغوطات واسعة من “حزب الله” وحلفائه من أجل التطبيع مع النظام السوري مقابل تشكيل الحكومة الجديدة، إضافة لهيمنة الحزب على القرار السياسي والعسكري في لبنان بدعم إيراني ما سمح له تشكيل تحالفات واسعة داخليًا وخارجيًا وفرض نفوذه بشكل أوسع.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة