جريدة عنب بلدي – العدد 24 – الأحد – 15-7-2012
بعد أن أعلن عنان أن خطته «في طور الفشل»، سارع إلى دمشق لعقد لقاء مع الأسد لبحث التطورات المتعلقة بخطته لإيجاد تسوية سلمية للمسألة السورية في ظل تصاعد الدعوات الدولية للتحرك ضمن الفصل السابع وفقًا لمشروع قرار غربي ما لم يوقف النظام استخدامه للأسلحة الثقيلة ويسحب الآليات من الشوارع لمدة 45 يومًا وتنص على الوقف الفوري للعنف والتمهيد لعملية انتقالية سياسية مع تحديد 10 أيام لسحب الآليات العسكرية ووقف العنف وإلا ستفرض على سوريا عقوبات دبلوماسية واقتصادية لكنها لا تجيز استخدام القوة.
وأكد السيد عنان على ضرورة وضع حد للعنف القائم في البلاد وتوصل والأسد إلى حل سيناقشه مع
وتزامنت هذه التحركات الدولية وتكثيف الحملة العسكرية التي طالت الحجر والبشر وامتدت إلى قلب العاصمة في كفرسوسة التي طالها القصف المدفعي وقذائف الهاون للمرة الأولى. وفي الوقت الذي تكثف فيه روسيا وجودها في سوريا، يصرّ عنان على إقحام أنف إيران في عملية «تفصيل» حل للمسألة السورية، وبذلك تكون كل من إيران وروسيا، الدولتين اللتين أسهمتا وبصورة مباشرة في سفك الدماء السورية بتكتيك وسلاح روسيين ومقاتلين وأموال إيرانية رافقهما دعم منقطع النظير في المحافل الدولية، والصورة بذلك لا ينقصها إلا تحركات عنان لإحياء خطته الميتة، الخطة التي لم ينفذ النظام السوري أي من بنودها، ولم ينبس عنان ببنت شفة في محضر الأسد عن أي من تلك البنود وحاول الالتفاف وكأنه مبعوث النظام في المنطقة فمن دمشق انطلق إلى طهران لتجديد الولاء والدعم لينتهي به المطاف في العراق، وبذلك زار عنان «ثالوث المقاومة والممانعة» في المنطقة ليتباحث ويتدارس السبل الممكنة لقتل المزيد من السوريين ضمن غطاء أممي عربي.
من جهتها تحاول روسيا جهدها إعادة المسألة السورية إلى نقطة البداية، ودعوتها، عقب اجتماع عنان مع الأسد، لعقد إجتماع دولي بمشاركة إيران وتركيا «تصب» في مصلحة روسيا أولاً وأخيرًا فهي حين أعربت أنها غير متمسكة بالأسد لكنها في المقابل تستمر في تقديم الدعم العسكري واللوجستي له وتواصل إمداده بأنظمة دفاع جوي بات جليًا في دعمها لخطة عنان التي أصبحت «كرة» تتقاذفها الأطراف الدولية تركلها يمنة ويسرة وفق تسارع الأحداث على الأرض السورية فترى عنان كلما اشتدت دائرة الخناق على الأسد وازدادت نوعية عمليات الجيش الحر توازيًا مع اشتداد وتيرة جرائم الأسد، يخرج خطته من جعبته ويركلها باتجاه يرجح كفة الأسد أو على الأقل يمنحه المزيد من الفرص المتاحة أمامه لممارسة المزيد من الجرائم وتدمير المزيد من المدن السورية.