روسيا ترسم “خطوط نقل افتراضية” لشحنات كيماوي في إدلب
تتواصل التصريحات الروسية التي تتهم “هيئة تحرير الشام” و”الخوذ البيضاء” بنقل شحنات كيماوية بخطوط معقدة ذهابًا وإيابًا بين مدن وبلدات إدلب شمال غربي سوريا دون دليل علني.
التصريح الأخير كان أمس، السبت 15 من أيلول، إذ قال رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا، الجنرال فلاديمير سافتشينكو، إن مسلحين من “هيئة تحرير الشام” نقلوا حاويات تحمل غاز كلور إلى بلدة بسنقول الواقعة بالقرب من مدينة جسر الشغور في الريف الغربي لإدلب.
وتحشد روسيا والنظام السوري على أطراف محافظة إدلب وأطراف ريف حماة الشمالي ومناطق بالقرب من جسر الشغور.
بينما تهدد أمريكا وحلفاؤها بضرب النظام السوري في حال استخدم الكيماوي في إدلب.
ونفى وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، امتلاك المعارضة السورية لأي سلاح كيماوي، وقال، “الحقائق لا تدعم تأكيدات روسيا بهذا الخصوص”، مضيفًا أن “حكومة الأسد على النقيض لها تاريخ في استخدام مثل هذه الأسلحة”.
وليست المرة الأولى التي تتحدث عنها موسكو عن نقل حاويات تعمل غازات سامة، إذ تحدث مركز المصالحة الروسي عن شحنة أخرى نقلت من بلدة خربة الجوز إلى مدينة جسر الشغور، لتصوير عملية “استهداف كيماوي من قبل الخوذ البيضاء (منظمة الدفاع المدني)” بسيناريو معد مسبقًا واتهام “الجيش العربي السوري” بها من أجل إضفاء “طابع مقنع على التسجيل المصور”، على حد قول المركز.
وزادت التصريحات حول الكيماوي والمناطق الذي تصلها الشحنات، بحسب الرواية الروسية، لتصبح أشبه برسم خطوط نقل الكلور والكيماوي وحاويات الغازات السامة من أطمة في ريف إدلب الشمالي مرورًا بمدن وبلدات الريف الشمالية وبلدة أريحا وصولًا إلى مدينة جسر الشغور.
وكالة “سبوتنيك” الروسية، نقلت عن مصادر أسمتها بالمحلية من داخل المحافظة، في 22 من آب الماضي، أن “عناصر من الخوذ البيضاء يستقلون ثماني سيارات (فان مغلقة) قاموا بنقل شحنة جديدة من البراميل من معمل أطمة عند الحدود التركية، المتخصص بإعادة تصنيع مادة الكلور، وتوجهوا من ريف إدلب الشمالي مرورًا بمدينة أريحا وصولًا إلى مناطق بجسر الشغور، تحت حماية مشددة من قبل مسلحي هيئة تحرير الشام الواجهة الحالية لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي المحظور في روسيا”.
وفي 28 من آب الماضي، قال رئيس مركز المصالحة الروسي، أليكسي سيغانكوف، إن أفرادًا من “الخوذ البيضاء”، نقلوا “حمولة كبيرة من المواد السامة إلى مخزن في مدينة سراقب السورية”، ووفق التصريحات الروسية فإن المسؤولين عن العملية هذه المرة هم فصيل “حركة أحرار الشام”.
وقال المركز المصالحة الروسي في سوريا، في 11 من أيلول، إنه وبحسب المعلومات الواردة من سكان إدلب فقد بدأت أعمال تصوير محاكاة استفزاز يدعم استخدام السلاح الكيماوي من قبل “الجيش السوري”.
وجاء في البيان أن السيناريو المتعلق بتلك الهجمات “يفترض تقديم المساعدة للمدنيين من قبل الخوذ البيضاء بعد استخدام مزعوم للجيش السوري لبراميل متفجرة تحوي مواد سامة”.
وأشار المركز الروسي إلى أن “أطقم تصوير تابعة لقنوات تلفزيونية وشرق أوسطية وفرع إقليمي لإحدى القنوات الإخبارية الأمريكية قد حضرت منذ الصباح إلى جسر الشغور”.
وعادت الوكالة الروسية لتنقل عن “مصادر مطلعة” في إدلب أن “المجموعات الإرهابية المسلحة جهزت عدة مسارح لتنفيذ الهجوم الكيماوي في مناطق مختلفة من المحافظة وتشمل سهل الغاب وريف حماة الشمالي وجسر الشغور”.
ونقلت عن المصادر قولها إن “اجتماعًا جديدًا عقد، صباح الثلاثاء 11 من أيلول، في أحد المقرات التابعة لتنظيم هيئة تحرير الشام بإدلب، ضم قياديي الهيئة وعناصر من الخوذ البيضاء ومصورين لعدد من الوكالات الأجنبية المحليين وعددًا آخر من الأجانب الغرباء”، فيما قالت عنه إنه (الاجتماع) جاء لوضع اللمسات الأخيرة على “مسرحية كيماوية مرتقبة”.
ودخلت وسائل إعلام تركية وعالمية إلى إدلب في الأسابيع الأخيرة، لتغطية الانتهاكات في المحافظة وتطورات الحراك المدني الذي عاد إلى النشاط في المنطقة.
التركيز الروسي على الرواية الكمياوية جاء بالتوازي مع تحذيرات أممية وأوروبية لها من مغبة العمل العسكري المتوقع على إدلب، بعد أنباء تحدثت عن حشود لقوات الأسد والميليشيات المساندة لها على أطراف المحافظة.
روسيا تحاول إيجاد ذرائع لتفادي أي رد فعل أمريكي أو غربي في حال تمكنت من شن الهجوم، للسيطرة على المنطقة التي تعتبر آخر معاقل المعارضة في سوريا، ولكن تركيا بدورها تحاول منعها وجرها إلى محادثات حول تهدئة الوضع في المنطقة وإيجاد حل وسط يضمن سلامة حدودها وأمنها القومي.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :