دمشق – ماري العمر
مع انقشاع غبار الحرب في سوريا، ظهرت الكثير من الأمراض والأوبئة لدى سكان العاصمة دمشق، حتى باتت فئة الشباب تتشارك مع كبار السن والأطفال بأمراض واحدة، كسابقة تشهدها سوريا.
“فيتامين د” المعروف بفيتامين الشمس، ارتبط بشكل رئيسي بعوامل الغذاء الصحية، والجو المشمس والنقي لجميع الأعمار بمن فيهم الأطفال، لكن الارتفاع الحاد بالأسعار غيب المواد الغذائية الغنية به عن معظم الدمشقيين، حتى بات معظمهم يفتقدون المناعة ويشكون آلامًا عدة.
ويخضع إنتاج “فيتامين د” (كالسيفرول) في الجسم لرقابة صارمة، وآلية إنتاجه مماثلة لتلك التي تخص الهرمونات الأخرى، وعلى الرغم من أنه يسمى فيتامينًا، إلا أنه ليس بالفيتامين الغذائي الأساسي بالمعنى الدقيق، إذ يمكن تصنيعه بكميات كافية من أشعة الشمس عند جميع الثديات.
لماذا ينقص الفيتامين
الحالة النفسية والاقتصادية وأيضًا النظام الصحي في سوريا، كان وراء انتشار نقص “فيتامين د” لدى كثير من فئات الناس، ولم يعد مقتصرًا على الأطفال وكبار السن بعد أن أصبح مرض الكثير من الشباب.
تبدأ أسباب نقص “فيتامين د” بغياب الأطعمة الغنية به، مثل السمك وزيته وكبده، نظرًا لارتفاع أسعاره، كما أن استغناء الناس عن لحوم البقر بأطعمة مليئة بالهرمونات كلحوم الدجاج والخضار والفواكه، أدى لنقصه وتسبب بسمنة مفرطة لدى نسبة لا بأس بها من سكان دمشق.
محمد، طبيب في دمشق قال لعنب بلدي، “ارتفعت الحالات بنسبة 40% خلال السنوات السبع الماضية وأغلب الحالات كانت من الشباب الذين تتراوح اعمارهم بين 18 و30 عامًا”، مشيرًا إلى أن ذلك المرض كان يقتصر سابقًا على الأطفال وكبار السن.
ويضيف الطبيب محمد أن عدم التعرض لأشعة الشمس خاصة في أوقات الصباح هو من أهم أسباب نفصه في الجسم، إذ اعتاد الناس على البقاء في منازلهم أو مكان عملهم لأوقات طويلة، رغم تأكيد الأطباء على ضرورة التعرض لأشعة الشمس التي تمد الجسم بـ “فيتامين د” وتزيد المناعة.
الأضرار الناتجة عن المرض
يؤدي نقص “فيتامين د” إلى أمراض وآلام عدة، كترقق العظام وتشوه شكلها، وضعف في الأسنان وتساقط الشعر، كما يتسبب بشلل لدى الأطفال، ويصيب كبار السن بمرض الزهايمر، ويؤثر بشكل سلبي وواضح على جهاز المناعة للجسم، بحسب ما قال الطبيب محمد.
ويضيف بأن ذلك يتسبب بأمراض عقلية ونفسية لدى كبار السن، علاوة على الوهن والتعب والخمول في الجسم، وأمراض عديدة لدى النساء تبدأ بانخفاض نسبة الخصوبة وتنتهي بالإجهاض.
ووظيفة “فيتامين د” في الجسم هي مقاومة نشاط الخلايا السرطانية، كما يقوي العظام والأسنان، وينشط ويعزز جهاز المناعة، إضافة لوظائف كثيرة أخرى.
وفي دراسة أجرتها الدكتورة سوزان ثيس جاكوبس، عام 2000، ونشرتها “مجلة الكلية الأمريكية للتغذية” قالت إن مكملات الكالسيوم تخفف أعراض متلازمة ما قبل الطمث، وإن نقص “فيتامين د” كان واضحًا بين النساء اللواتي يعانين من هذا الداء، “متلازمة ما قبل الحيض هي حالة غالبًا ما تتجسد في تغير المزاج والسلوك بما في ذلك الاكتئاب والقلق، وتتأثر عملية التمثيل الغذائي للكالسيوم وفيتامين د بالهرمونات التي تتذبذب طوال الدورة الشهرية”.
وينصح الأطباء بالالتزام بأهم الخطوات التي تقي من نقص الفيتامين، من خلال تناول الأغذية الغنية به مثل الكبد والأسماك الدهنية (مثل التونة والسلمون) ورقائق الشوفان والبطاطا الحلوة والحليب والبيض والزنجبيل، والتعرض بشكل كاف لأشعة الشمس.