طلاب السويداء يهجرون كلياتهم إلى دمشق

  • 2018/09/16
  • 10:13 ص

كلية الزراعة والعلوم في السويداء (عنب بلدي)

السويداء – نور نادر

تعاني أفرع الجامعة في السويداء من قلة عدد الطلاب الذين يفضلون مغادرة المدينة إلى العاصمة دمشق للدراسة، رغم تكاليف السكن والمصاريف.

تضم السويداء كلية الآداب التابعة لجامعة دمشق بأقسامها (اللغة العربية والجغرافيا والتاريخ والفلسفة وعلم الاجتماع والآثار)، وكلية الزراعة والفنون والتربية.

وبلغ عدد طلاب أفرع السويداء في 2011، بحسب جريدة “الثورة” الحكومية، 5500 طالب وطالبة وألفي طالب وطالبة في معاهدها المختلفة، قبل أن يتم إنشاء كلية العلوم 2011 والهندسة الكهربائية 2014، والتجارة والاقتصاد 2016.

مدارس قديمة ومداجن تتحول لقاعات جامعية

أسباب كثيرة وراء “هجرة” طلاب الجامعة من أفرع مدينتهم إلى العاصمة، فبعض الطلاب يتخوفون من إمكانية استقلال الكليات عن جامعة دمشق، لتصبح جامعة مستقلة (جامعة السويداء) بعد افتتاح أفرع أخرى فيها، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع مستوى الشهادات، خاصة أن شهادات جامعة دمشق نفسها قد تراجعت في التصنيفات العالمية خلال سنوات الحرب الماضية.

ووفق ما اطلعت عليه عنب بلدي في موقع “ويب ماتريكس”، في 30 من تموز الماضي، احتلت جامعة دمشق المرتبة 10902 على مستوى العالم، والمرتبة السابعة على مستوى سوريا.

ومن الأسباب التي تدفع الطلاب للنفور من الكليات ضمن المحافظة نوع الأبنية المختارة للدراسة، إذ إن كلية الآداب كانت عبارة عن مجموعة مداجن تم ترميمها، إضافة إلى تحويل بعض القاعات مسبقة الصنع إلى قاعات جامعية.

أما كلية الفنون الجميلة وكلية الهندسة الكهربائية، فهي عبارة عن مدارس تم تحويلها إلى كليات، في حين تم إنشاء المعهد الزراعي في بلدة المزرعة، وشيّد في المنطقة مبنى كبير على أرض بجانبه بمساحة 273 دونمًا، وسط توقعات بانتقال جميع كليات المحافظة إلى تلك المنطقة، وبناء سكن جامعي فيها استعدادًا لفصلها عن جامعة دمشق.

سارة، طالبة جامعة في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، أكدت أن خلافًا وقع بينها وبين أهلها من أجل الموافقة على تسجيلها في دمشق، رغم وجود كلية الاقتصاد ضمن مدينتها شهبا، قائلة لعنب بلدي، “لا يمكن أن تتخيل حياتك الجامعية داخل تلك المدرسة التي تضم قاعات تشبه صفوف المدرسة”، إضافة إلى أن أغلبية الكادر التدريسي الموجود فيها من أهالي المحافظة نفسها، ما يدفع صلة القرابة إلى انتشار المحسوبيات والفساد في علامات الطلاب والتلاعب في معدلاتهم.

لكن في المقابل استغرب الطالب شادي في كلية الهندسة الكهربائية هجرة الطلاب إلى دمشق، قائلًا لعنب بلدي إن “التخرج من أقسام الهمك في جامعة دمشق حلم، بينما تتزايد أعداد الناجحين كل عام في السويداء، نتيجة قلة عدد الطلاب مقارنة بجامعة دمشق، ما يجعل الأساتذة قادرين على إيصال المعلومات للطلاب في المحاضرات النظرية ومتابعتهم في القسم العملي”.

وأضاف أنه لم يكن يحلم أن يصبح مهندسًا لولا وجود الجامعة قريبة من مكان سكنه، إذ إن الأعباء المادية للدراسة في دمشق كبيرة على الأهل، خاصة وأن المصاريف هناك تتجاوز ثلاثة أضعاف حاجتهم هنا.

كوادر تدريسية تتهافت لنقلها إلى الأفرع.. صلة القرابة مشكلة

هجرة الطلاب إلى دمشق قابلها رغبة كبيرة لدى الكوادر التدريسية بتعيينها في أفرع الجامعة في السويداء، بحسب ما قالته إحدى المعيدات في كلية التربية، التي تحفظت على اسمها.

وأرجعت المعيدة السبب إلى قلة عدد الطلاب في السويداء، ما يؤدي إلى تقليل الأعباء والمسؤوليات الموكلة إلى الأساتذة، إضافة لقدرتهم على إلقاء المحاضرات ومتابعة الطلاب بشكل أكثر جودة.

واستغربت المعيدة من رغبة الطلاب بالتوجه إلى دمشق، وعزت ذلك لعدة أسباب أهمها شعور الطلاب بالاستقلالية عن أهلهم عند المغادرة للسكن والدراسة خارج مدينتهم.

أما عن صلة القرابة في محافظة منغلقة كالسويداء وكيفية تأثيرها على نتائج الطلاب، فأوضحت أن الفساد موجود ضمن جامعات القطر كافة، وأن صلة القرابة، وإن كانت قد تؤثر على علامات أقرباء الكادر التدريسي، لكنها تحول دون الرشوة المادية، إذ إن العلاقات المتشابكة في المحافظة تدفع الدكاترة إلى حساب الفضائح التي لا يمكن التكتم عليها لوقت طويل.

مقالات متعلقة

تعليم

المزيد من تعليم