عنب بلدي – ريف حلب
نظم مربو الخيول الأصيلة في الشمال السوري، بالتعاون مع جمعية “الفجر” للخيول العربية، مهرجانًا لسباق الخيول في قرية النعمان بريف حلب الشرقي.
المهرجان، الذي نظم الأحد 9 من أيلول تحت اسم “الأصالة”، شهد مشاركة 30 رأسًا من الخيول العربية الأصيلة، وفق ما قال منظم المهرجان أبو وليد العزة لعنب بلدي، مشيرًا إلى مشاركة فعاليات مدنية وعسكرية بالمهرجان، بالإضافة إلى متسابقين من مربي الخيول في الشمال السوري.
العزة أضاف أن المهرجان قُسّم إلى أربعة أشواط، وتم توزيع الخيول على تلك الأشواط، واختتمت فعالياته بتتويج الفائزين والخيول وتوزيع جوائز مادية ومعنوية عليهم.
وسبق أن نظم مربو الخيول في الشمال السوري مهرجانًا مماثلًا في قرية النعمان بالقرب من مدينة الباب، في أيار الماضي، وذلك دعمًا لتربية لخيول الأصيلة وحفاظًا على هذا الإرث.
خسائر في ثروة الخيول
لحقت خسائر فادحة في ثروة الخيول الأصيلة بمناطق مختلفة من سوريا، خلال السنوات السابقة، وذلك بسبب حوادث السلب والنهب على يد الأطراف المتنازعة، بالإضافة إلى حوادث النفوق نتيجة عمليات القصف.
ووصل عدد الخيول الأصيلة المسجلة في سوريا قبل عام 2011 إلى 5033، منها 2932 من الإناث و2101 من الذكور، بحسب كتاب الأنساب العاشر للخيول العربية الأصيلة، الصادر عام 2011، عن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي السورية.
في حين تغيب الأرقام الرسمية للعدد الحالي للخيول الأصيلة في سوريا، باستثناء إحصائيات محلية مقتصرة على مناطق محددة، إذ قدر رئيس جمعية “الفجر”، محمد الأفندي، في حديث سابق لعنب بلدي، نسبة الخسارة في الشمال السوري بحوالي 40%.
يقول الأفندي إن عشرات الخيول نفقت بسبب الجروح الناتجة عن الشظايا، وغياب المأوى في ظل تهديم عشرات المرابط، إضافة إلى أن بعضها مات من الجوع.
بينما قدّر مربون في الغوطة نسبة الخسائر بسبب قصف المزارع أو الجوع بحوالي 20%.
توجهات نحو إنعاش تربية الخيول
منذ تأسيسها قبل عامين، ترعى جمعية “الفجر” سباقات للخيل، في ظاهرة “فريدة” من نوعها في الشمال السوري، إذ نظمت مهرجانين حمل الأول اسم “مهرجان البادية” في ريف حلب الجنوبي، في أيار 2017، وشارك فيه أكثر من 35 جوادًا أصيلًا وهجينًا، تحت شعار “الفروسية تجمعنا”.
كما نظمت “مهرجان إدلب الخضراء” في بلدة معصران، مطلع آب 2017، وافتتحت ناديًا للتدريب على ركوب الخيل، في بلدة بشقاتين بريف حلب الغربي، في تموز من العام نفسه.
واختارت الجمعية عشرة رؤوس خيل ضمن النادي للتدريب على دورات تضم شبانًا بين 12 و17 عامًا، كما يزور النادي كل يوم جمعة، أطفال من مدارس المنطقة، كنشاط ترفيهي وتعريفي بالخيل، وفقًا للأفندي.
وتتحدث جمعية “الفجر” عن مشكلة تواجهها باستمرار وهي ضياع أنساب الخيول لغياب التسجيل في المنظمة العربية العالمية للجواد العربي “واهو” (WAHO)، إذ تقدر الجمعية أن ما يقارب 200 رأس خيل ولدوا خلال السنوات السبع الماضية ولم يُسجلوا في “واهو”.