عنب بلدي – إدلب
يستمر مشروع “التعليم لا ينتظر” بتقديم خدماته في محافظة إدلب لدعم المدارس المتضررة جراء النزاع السوري، بدعم من منظمتي الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة “أنقذوا الأطفال”، وبتنفيذ منظمات محلية.
من بين المنظمات المشاركة بتنفيذ المشروع الذي انطلق في حزيران عام 2017، منظمة “بنفسج” ومنظمة “تكافل الشام”، إذ تتولى “بنفسج” تنفيذ المشروع في 15 مدرسة بمدينة إدلب وحارم وبنش وأرمناز، فيما تعمل “تكافل الشام” على تنفيذه في 15 مدرسة بمدن وبلدات الدانا وسراقب ومعرة مصرين والأتارب.
مدير برنامج التعليم بمنظمة “بنفسج”، محمد أمير سيد عيسى، قال لعنب بلدي إن المنظمتين أجرتا تقييمًا للاحتياجات الأولية في قطاع التعليم، في حزيران 2017، وشمل التقييم 68 مدرسة في محافظة إدلب، تم من خلاله اختيار المدارس الأشد حاجة للدعم.
دعم كامل وجزئي
يعتبر مشروع “التعليم لا ينتظر” جزءًا من مشروع عالمي تدعمه منظمتا “يونيسف” و”أنقذوا الأطفال” الدوليتان، وهو مقسم إلى قسمين، دعم كلي ودعم جزئي، بحسب حاجة كل مدرسة ومدى الضرر الذي لحق بها.
وبحسب مدير برنامج التعليم في “بنفسج”، قُدّر عدد المدارس التي بحاجة للدعم الكامل بنحو ثماني مدارس، وشملت تقديم نشاطات عدة، أبرزها: دعم عملية التعليم الرسمي وغير الرسمي، وتعليم مهارات المواطنة والحياة للأطفال، وتقديم دعم نفسي واجتماعي، ودفع رواتب الموظفين العاملين في المدارس مدة 18 شهرًا، وتنظيم حملات للتشجيع على العودة للمدارس، وتوزيع حقائب على الطلاب، وتقديم وسائل تعليمية للمعلمين، وتدريبات عملية على مدى ثلاث مراحل.
في حين قدر المشروع عدد المدارس التي تحتاج لدعم جزئي بنحو 22 مدرسة، وشملت النشاطات التالية: حملات للتشجيع على العودة للمدرسة، وتوزيع حقائب على الطلاب والمعلمين، وتقديم سائل تعليمية للمعلمين، وتدريبات على مدى ثلاث مراحل طوال فترة المشروع.
ويقدر عدد المستفيدين بشكل مباشر من مشروع “التعليم لا ينتظر” بنحو 15422 شخصًا بين طلاب ومدرسين وموظفين، 55% منهم من الإناث و45% ذكور، بحسب سيد عيسى.
وأضاف أن المشروع يركز على تحقيق فائدة للأطفال النازحين إلى إدلب، بالإضافة إلى أبناء المنطقة، والذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 18 عامًا.
ومن المقرر أن يستمر المشروع بتقديم خدماته حتى نهاية نيسان 2019.
خسائر في قطاع التعليم
بدأ العام الدراسي 2018- 2019 في مناطق النظام السوري، الأحد 2 من أيلول الحالي، في حين بدأ في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية، السبت 1 من أيلول، رغم خروج العديد من المدارس في الشمال السوري عن الخدمة.
وشهد قطاع التعليم في سوريا خسائر فادحة على مدى سبع سنوات من النزاع، ما أدى إلى تسرب أكثر من مليوني طفل من التعليم، وفق أرقام منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، بتقريرها الصادر في 23 من نيسان الماضي.
وأرجعت المنظمة سبب تسرب الأطفال من التعليم في سوريا إلى تضرر 309 مرافق تعليمية بسبب النزاع المسلح، إذ خرجت واحدة من أصل ثلاث مدارس عن الخدمة منذ عام 2011، إما بسبب تعرضها للهجوم أو بسبب تحولها إلى مركز لإيواء النازحين.
وشهدت المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة مشاريع عدة لترميم المدارس تحت إشراف المجالس المحلية هناك، كان آخرها في نيسان الماضي، حين أطلقت “منظمة المهندسين المتحدين” مشروعًا هندسيًا لإعادة ترميم المدارس في محافظة إدلب.
كما عملت منظمات أخرى على تأهيل المدارس بشكل جزئي، قبيل انطلاق العام الدراسي الحالي، شملت تنظيف المدارس التي هي بالأساس داخل الخدمة، وترحيل الأوساخ والتربة من باحات المدارس، وإعادة تأهيلها وتعبئة خزانات المياه.