عن الذات والحرب والثورة.. يحكى أن

  • 2018/09/16
  • 11:16 ص

مراجعة ملك رمضون

“أسافر إلى المناطق الرمادية في التاريخ والجغرافيا ثم أعود فأحكيها حكايات”، يقول الكاتب أسعد طه عن نفسه، ويترجم ذلك إلى حقيقة في كتابه “يحكى أن”، الصادر عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر في بيروت عام 2018.

في هذا الكتاب يتجول القارئ مع أسعد طه في جبال البوسنة ومعتقلات ألبانيا، ويفتح قلبه لعشق المدن، يراوده سؤال الكاتب: لماذا يتغير المناضلون؟ ويبحث معه عن أصل الحكاية، ويصاب بمتلازمة العشق والثورة.

الكتاب عبارة عن 63 مقالة عن رحلات قام بها الكاتب، تقع في 447 صفحة مليئة بأسماء الشخوص والأماكن وتفاصيل ومواقيت السفر التي زرعها الكاتب بطريقة تبعث على الدهشة، ويزيد من جمالية الكتاب الانطباعات التي يترجمها أسعد طه عن الشخصيات بتفاصيلها، فتجعل من القارئ جزءًا من رحلة تبدأ في مكان وتنتهي في مكان آخر.

أسعد طه هو كاتب صحفي وصانع أفلام وثائقية مصري، من مواليد مدينة السويس عام 1956، بدأ حياته المهنية في الصحافة المكتوبة، ثم عمل بالإذاعة، وبعدها بالتلفزيون كمراسل في مناطق الحروب والأزمات ثم تخصص في صناعة الأفلام الوثائقية.

كتب أسعد طه لصحف ومواقع عربية كثيرة، كما شارك في تغطية الحروب في يوغسلافيا، والشيشان، وجنوب السودان، والصومال، وألبانيا، والكونغو، وتنقل في مناطق الأزمات الدولية.

يقول الكاتب عن كتابه الأخير إنه “حصيلة ذكرياته لثلاثين عامًا في أكثر من سبعين دولة، بعناوينها الرئيسية: الذات والحرب والثورة”.

تلك الأعوام الطويلة التي قضاها الكاتب في الترحال، ترجمت في الكتاب الذي يقترب من الناس ليحكي لهم كيف عايش الظلم والعدل، وكيف وثق للضحية وللجاني في آن واحد.

ويضع الكتاب في نهايته القارئ في حيرة من أمره، ويفرض عليه تساؤلًا مفاده “هل هو فعلًا سيرة ذاتية أم هو كتاب من أدب الرحلات”، لكن كمية التجارب والخبرات المستمدة منه تجعل القارئ مؤمنًا تمامًا بقيمة ما في صفحاته.

ذلك الإيمان هو مقصد الكاتب الذي طالما تحدث عن أهمية التوثيق، ودوره في حفظ الذاكرة، إذ قال طه خلال ندوة فكرية عُقدت في مدينة اسطنبول التركية خلال شهر آذار الماضي، إن “التوثيق ليس فقط فنًا إبداعيًا بل أيضًا واجبًا أخلاقيًا، من خلال التوثيق يستطيع كل منا أن يقوم بدوره في وقف تزوير التاريخ”.

مقالات متعلقة

كتب

المزيد من كتب