تعا تفرج
يا حاج وليد خلصنا من الإرهاب
خطيب بدلة
أصاب وزيرُ الخارجية السوري، وليد المعلم، كبدَ الحقيقة عندما صَرَّح لمجلة “إنتر أفّيرز” بأن 75% من البنية التحتية في سوريا قد دُمِّرَتْ بفعل هجمات الإرهابيين.. (المصدر: عنب بلدي نقلًا عن وكالة تاس).
أنا، محسوبكم، أؤيد هذا الرأي، وأبصم عليه بالعشر، ليقيني بأنه ليس في مصلحة الإرهابيين أن ينعم الشعبُ السوري بالحرية قَطّ، فهذا الحَبْل جَرَّار، يعني إذا أعطيتهم اليوم حرية، مَنْ يضمن لك ألا يطالبوك غدًا بالديمقراطية، والتداول السلمي للسلطة، وإفراغ السجون، ومحاسبة اللصوص والمجرمين؟ لا عمي، لا، خَلّ الشعب يخيّط بغير هذه المسلة.
على هذا الأساس، يا حاج وليد المحترم، وقف الإرهابيون، بكل جبروتهم، في وجه طالبي الحرية، منذ سنة 2011، وكان معهم أمرٌ مسبق من قيادتهم المركزية في “تل أبيب” بأن يقتلوا أي إنسان يتلفظ بكلمة “حرية”، دون أي أخذ ورَدّ، والشبان الذين يتمكنوا من قتلهم، راحوا يجمعونهم في الساحات العامة، ويأتي إخوةٌ إرهابيون أجسامُهم تشبه أجسام البغال، ويدوسون عليهم، ويسألونهم بحقارة غير مسبوقة: بِدْكِنْ حرييييي؟ ولكن، وحيال إصرار أبناء الشعب السوري على طلب الحرية، اضطر الإرهابيون إلى رفع معدلات إرهابهم، مستخدمين البواريد، فالرشاشات، فالمدفعية الثقيلة، فالطيران الحربي، فالصواريخ الباليستية.. وفي ذات يوم، من شهر آب 2013، وبحسب شهود عيان، توجهت حافلاتٌ تابعة للإرهابيين إلى بعض القرى الآمنة، وصاروا يُقنعون الناس بالذهاب معهم في مشوار (فُسْحة) إلى دمشق الفيحاء، وأن يزوروا، برفقتهم، الغوطةَ الغَنَّاء التي كتب لها الزعيم فخري البارودي أغنية “ع الغوطة” وغناها المرحوم معن دندشي، وهناك يبدأ السيران بشَيّ اللحم، وسقسقة الخبزات، ثم يأخذونهم إلى سوق الحميدية لزيارة محلات بكداش.
قال أحد الناس: بدكم تاخدونا لعند بكداش؟ يعني راح تساوونا شيوعيين؟
فضحك رئيس وفد الإرهابيين وقال: لا ولوووه، شو شيوعيين؟ بودنا ناخدكم على محلات بكداش في سوق الحميدية ونطعميكم بوظة!
فوافقوا، وباشروا الصعود إلى الحافلات، وكان عددهم خمسمئة “زلمة”، وخمسمئة “حرمة”، وأربعمئة طفل “عَجي”، وبعد أن جرى تجميعهم في الغوطة، أغار سربٌ من الطائرات الإرهابية عليهم، وراح يلقي عليهم براميل الكيماوي، حتى قتلهم عن بكرة أبيهم!
كان هذا الأمر، كما تعلم، مُغْضِبًا للمجتمع الدولي، وقرر أبو حسين أوباما معاقبة الإرهابيين، ولكن وفدًا منهم توجه سرًا إلى تل أبيب، وشرح للصهاينة الكرام أن ضرب الكيماوي ليس من شيمهم، وأنهم كانوا يريدون قتل هؤلاء الزلم والحريم والعجيان بالبراميل العادية، ولكن قائدهم، يومئذ، كان (معصّب) من شغلة خاصة، وعلى هوى العصبية قال: اضربوهم بالكيماوي. بدّي أخلي الناس تنسى كلمة “حرية”، وما عاد تلفظها على مدى الدهر.
وبلا طول سيرة، صدرت الأوامر بأن يذهب إرهابيٌّ جليل، يحمل اسمَكم نفسه، الحاج وليد المعلم، إلى موسكو.. وموسكو، بدورها، تولتْ عملية تسليم البراميل والبيدونات والخزانات والقناني الممتلئة بالكيماوي لـ “المعلم” (المعلم هنا هو أوباما وليس أنت)، ثم جرى تبويس الشوارب بين الأطراف المتنازعة، ولم يكن ثمة مانع من أن تُقْرَع الطبول، وتترغل المزامير، بمناسبة انتصار الإرهابيين الأكابر على الشعب الحقير!
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :