ناصر عاني طبيب سوري موّل لقاء السيناتور الأمريكي بالأسد

  • 2018/09/15
  • 11:30 ص
الطبيب السوري ناصر عاني (صفحته الشخصية في فيس بوك)

الطبيب السوري ناصر عاني (صفحته الشخصية في فيس بوك)

زخم من التقارير الإعلامية تبعتها بلبلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن لقاء بين سيناتور أمريكي ورئيس النظام السوري، بشار الأسد، في سوريا، حتى بدت الزيارة وكأنها رسمية قد تسفر عن عودة العلاقات الأمريكية- السورية إلى سابق عهدها.

صحيفة “واشنطن بوست” حرّكت الجدل، في إحدى تقاريرها، حول طبيعة هذه الزيارة ومن يدعمها ويقف وراءها، متحدثة عن طبيب أمريكي سوري اسمه ناصر عاني، قالت إنه المسؤول عن تمويل رحلات السيناتور ريتشارد بلاك إلى سوريا بآلاف الدولارات.

من هو ناصر عاني؟

يكتفي الطبيب ناصر عاني بالتعريف عن نفسه عبر صفحاته الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي على أنه رئيس المنتدى الأمريكي- السوري في الولايات المتحدة، منوهًا إلى أنه من المغتربين القدماء في أمريكا، دون التطرق إلى تفاصيل هجرته إليها أو المنطقة التي ينحدر منها.

إلا أن ما لا يخفيه عاني هو دعمه الصريح والمباشر للنظام السوري، محاولًا في مواقف عدة التحدث باسم المغتربين السوريين في الولايات المتحدة، وتلميع صورة النظام عبر الترويج لدعاية “محاربة الإرهاب” في سوريا.

برز اسم ناصر عاني بصورة جلية في أثناء الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، التي فاز فيها الرئيس الحالي دونالد ترامب، حيث أرسل عاني رسالة إلى ترامب باسم المنتدى الأمريكي- السوري، طالبه فيها بتغيير سياسة الإدارة الأمريكية تجاه النظام ودعمه في مواجهة “الإرهاب”.

وغالبًا يبرز الطبيب السوري بصورة المدافع في كل مرة يوجه الغرب أصابع الاتهام للنظام السوري باستخدام الكيماوي ضد شعبه، فيقول في إحدى تغريداته، “لا يوجد دليل على أن الحكومة السورية استخدمت غازات سامة في هجماتها”.

ومن زخم المنشورات السياسية التي ينشرها عاني في “تويتر”، يظن من يتصفح حسابه أنه سياسي أو دبلوماسي سوري وليس طبيبًا، إذ يفتقر الحساب للمنشورات الطبية أو العلمية التي تشير إلى أن مالك الحساب طبيب مختص في جراحة العمود الفقري حائز على البورد الأمريكي في جراحة العظام.

ممول خفي لزيارات سيناتور أمريكي

زار السيناتور الجمهوري الأمريكي عن ولاية فرجينيا ريتشارد بلاك سوريا، الأسبوع الماضي، التقى الأسد وحمل له ما قال إنها تسريبات مفادها أن المخابرات البريطانية تخطط لمسرحية كيماوية في إدلب بالتعاون مع الدفاع المدني السوري، من أجل اتهام النظام السوري بها.

الخارجية الأمريكية استنكرت ما ورد على لسان بلاك (74 عامًا) واصفة إياه بـ “المشين”، وأشارت إلى أن زيارته إلى سوريا نيابية وليست رسمية، وأن الحكومة الأمريكية لم تدفع تكاليف تلك الزيارة.

ذلك الغموض دفع صحيفة “واشنطن بوست” إلى البحث عن ممول زيارات بلاك المتكررة إلى سوريا، مشيرة، في تقرير أصدرته بتاريخ 8 من أيلول الحالي، إلى أن زيارته الأخيرة مغطاة من قبل الطبيب السوري الحاصل على الجنسية الأمريكية ناصر عاني.

وأضافت الصحيفة أن تغطية التكاليف شملت السفر جوًا من باريس إلى بيروت ومنها إلى دمشق برًا، فيما دفع النظام السوري تكلفة إقامته في دمشق مدة أربعة أيام.

وأثار تمويل زيارة السيناتور الأمريكي إلى سوريا انتقادات عدة، إذ يحظر القانون الأمريكي على المسؤولين الحكوميين تلقي هدايا تزيد قيمتها عن 100 دولار أمريكي من الجهات الحكومية المتعاقدة مع الإدارة الأمريكية.

إلا أن “واشنطن بوست” اعتبرت أن الطبيب السوري وحكومة النظام السوري لا يندرجان ضمن تلك الجهات، لذلك قال بلاك إن هداياهما مسموح بها.

وسبق أن أجرى بلاك زيارة إلى سوريا، عام 2017، تنقل فيها بين عدة مدن، حتى وصل إلى مدينة تدمر الأثرية بريف حمص الشرقي، وزار مطار التيفور العسكري والتقى عددًا من ضباط النظام السوري.

وكلفت زيارته حينها عشرة آلاف دولار، إلا أن الزيارة الأخيرة كلفت أقل من ذلك، بحسب ما قال، لأنها كانت أقصر.

وتحدثت “اشنطن بوست” عن أن وكالة الأنباء السورية (سانا) عرّفت ريتشارد بلاك على أنه سيناتور أمريكي، إلا أنها لم تذكر أن صلاحياته محدودة، ولا تخوله التحدث باسم السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

ريتشارد بلاك هو محارب قديم في الجيش الأمريكي وتقلد ميداليات عدة في حرب فييتنام، وسبق أن عمل محاميًا في البنتاغون، ومن وجهة نظره فإن الأسد هو حامي المسيحيين السوريين ومحارب التشدد الديني في سوريا.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا