اتبع النظام السوري سياسية خاصة في العمليات العسكرية التي ينفذها على الأرض في مختلف المحافظات، وتمثلت بالترويج لقادة عسكريين وإبراز أسمائهم كشخصيات من شأنهم حسم أي معادلة عسكرية لصالحهم، على خلاف الجهة المقابلة، سواء تنظيم “الدولة الإسلامية” أو فصائل المعارضة.
ولم تكن هذه السياسة متبعة في السنوات الأولى للمعارك بسوريا، بل بدأ العمل بها بعد خسارة قوات الأسد لمساحات واسعة من نفوذها، وخاصةً في مدينة دمشق وحلب وأريافها الشرقية والغربية والجنوبية.
وتندرج العملية السابقة ضمن سياسية “الحرب الإعلامية”، والتي حقق منها النظام مكاسب كبيرة كان آخرها في محافظة درعا، ويسير بها حاليًا في محافظة إدلب.
تعرض عنب بلدي أبرز القادة العسكريين الذين ارتبطت أسمائهم بمعارك كبيرة للنظام في سوريا.
سهيل الحسن (النمر)
عرف سهيل الحسن الملقب بـ “النمر” في عملياته العسكرية بالاعتماد على سياسية الأرض المحروقة، وتنقل به النظام السوري في عدة مناطق سورية، بدءًا من مدينة مورك بريف حماة وصولًا إلى مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، لينتقل في بعدها إلى مدينة حلب، وفيما بعد إلى الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي ومحافظتي درعا والقنيطرة.
يترأس الحسن مجموعات عسكرية تسمى “مجموعات النمر”، وينحدر مقاتلوها من عدة مناطق، أبرزها حمص وطرطوس واللاذقية وحماة.
دار الحديث في الأشهر الماضية عن منح روسيا صلاحيات عسكرية واسعة للحسن، على خلفية المساحات الكبيرة التي استعادها من يد تنظيم “الدولة” في المنطقة الشرقية.
وفي آب 2017 الماضي، كرمته وزارة الدفاع الروسية بـ “وسام الشجاعة”، عازيةً ذلك إلى محاربته لتنظيم “الدولة” في ريف حماة الشمالي، وتلا ذلك ظهور الحسن مع ضباط روس في جولة تفقدية في طيبة الإمام.
كان الموقف الأبرز لـ “الحسن” في أواخر العام الماضي، إذ التقى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والأسد في قاعدة حميميم العسكرية.
ووفق مراقبين، تحول “النمر” إلى أبرز الشخصيات العسكرية النافذة في سوريا، والتي تتولى المهام القتالية “الأصعب”، وهو ما دعمته روسيا مؤخرًا كنوع من تجهيز “قيادة بديلة” مستقبلًا في سوريا.
العميد غياث دلة
يعتبر دلة أحد القادة العسكريين الذين شاركوا في معارك الغوطة الشرقية والغربية، ما جعل مؤيدي الأسد يطلقون عليه لقب “أسد الغوطتين”.
كانت آخر العمليات العسكرية التي شارك بها في محافظتي درعا والقنيطرة، وكان النظام السوري قد روج لقواته قبل أسابيع من بدء العمليات العسكرية في المنطقة، وصولًا للسيطرة على منطقة حوض اليرموك التي خضعت سابقًا لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
يدور الحديث عن العميد دلة حاليًا في الشمال السوري، بعد وصول قواته إلى ريف اللاذقية الشمالي وريف إدلب الغربي لبدء عملية عسكرية في الأيام المقبلة.
يترأس دلة ما يسمى بـ “قوات الغيث”، والتي تضم ضباطًا وصف ضباط وعناصر من قوات الأسد في اللواء “42 مدرعات”، التابع للفرقة الرابعة، إلى جانب كتيبة “حيدر العاملي” من الحرس القومي العربي، وقوات “حزب البعث” اللبناني تحت قيادة ماجد منصور.
اللواء محمد خضور
يعتبر خضور من أبرز القادة العسكريين في قوات الأسد، وكان له دور كبيرة في فك الحصار عن مطار دير الزور العسكري واللواء “137 حرس جمهوري”.
كما كان قائدًا لمعارك قوات الأسد في السيطرة على عقدة كباجب وفتح طريق دمشق- دير الزور.
وفق معلومات نشرتها شبكات موالية للنظام، فإن خضور ضابط في الحرس الجمهوري، واتهم من قبل موالي الأسد بـ “الخيانة والسرقة”، منذ تسلمه رئاسة اللجنة الأمنية في حلب في تشرين الثاني 2012، وأنه كان “سببًا رئيسيًا” للخسائر التي مني بها النظام حينها.
ويقول موالون للنظام، إن خضور “بارع بالانسحاب”، مستشهدين بقصص انسحابه من مستوعات خان طومان ومدرسه الشرطة في خان العسل سابقًا، إضافة إلى تراجع عن نقاط تسيطر عليها قوات الأسد على محور الليرمون في حلب، خلال معارك العام الماضي.