جريدة عنب بلدي – العدد 24 – الأحد – 15-7-2012
في جمعة أطلق عليها ناشطون اسم «جمعة إسقاط عنان خادم الأسد وإيران» لم يكن المشهد مختلفًا بالنسبة لأهالي داريا فحملة الاقتحام التي كان قد بدأها النظام قبل يومين لم تثن الشباب الثائر عن الخروج منذ ساعات الصباح الباكر في مظاهرة تكبير تضامنًا مع قرية التريمسة الجريحة وتنديدًا بالإجرام المفرط الذي وصل إليه نظام الأسد، فجاء رد النظام من مطار المزة العسكري بقذيفتي هاون خلفتا أضرارًا مادية بالقرب من دوار الشهيد أبو صلاح، ومع طلوع النهار بدأت المروحيات الحربية بالتحليق على علوٍّ منخفض في سماء المدينة، ودخلت قوة عسكرية إلى المدنية قبيل صلاة الجمعة مكونة من دبابتين وعربتي BMP وعدة باصات وسبعة سيارات سياحية مليئة بعناصر المخابرات الجوية، وانتشرت في الشوارع الرئيسية للمدينة وأخذت تطلق النار بشكل عشوائي لتمنع خروج أي مظاهرات مناهضة، لكن الأهالي خرجوا رغم ذلك في عدّة مظاهرات من مساجد الوهاب والبشير والأنصار مما استدعى دخول تعزيزات إضافية من شارع الكورنيش الجديد مكونة من أرتال من الجنود مدعومة بسيارات مدرعة ودبابات وقاموا بإطلاق رصاص عشوائي أسفر عن سقوط عدّة إصابات بين خفيفة ومتوسطة، كما انتشر القناصة على الأبنية المرتفعة في وسط المدينة وأطلقوا أعيرة نارية متفرقة على المارة بين الحين والآخر، وقد قامت الميليشيات بمداهمة منازل في المنطقة الشرقية واعتقال عدد من الشبّانٍ.
وفي تطور لافت استطاع قرابة العشرة جنود أثناء انسحاب القوات قبيل الغروب الانشقاق بعتادهم الكامل بالقرب من جامع الصادق الأمين الأمر الذي أدى إلى وقوع اشتباك عنيف بينهم وبين قوات الأمن استخدمت فيه قوات الأمن قذائف الدبابات والأسلحة الرشاشة ما أسفر عن احتراق شقتين سكنيتين بالإضافة إلى احتراق ثلاث سيارات مدنية.