ثلاث مناورات لـ “استعراض العضلات” في سوريا

  • 2018/09/09
  • 12:40 ص

بارجة حربية روسية في البحر المتوسط - 30 آب 2018 (سبوتنيك)

مع حلول شهر أيلول الحالي بدأت ثلاث دول متدخلة في الشأن السوري مناورات عسكرية لها ترسل من ورائها رسائل إلى خصومها في المنطقة.

مناورات “الجدار” الروسية

روسيا كانت أول البادئين بتلك المناورات، والتي أعلنت عنها، السبت 1 من أيلول، وامتدت على سبعة أيام.

المناورات الروسية ترافقت مع الحديث عن عملية عسكرية مرتقبة في محافظة إدلب، آخر معاقل المعارضة السورية، وسط تحذيرات أوروبية وأمريكية من تلك العملية.

شاركت في المناورات 25 بارجة، ونحو 30 طائرة بينها قاذفات استراتيجية، في البحر المتوسط، وفق ما قالت وكالة “سبوتنيترك” الروسية.

وذكرت الوكالة أن تلك المناورات تهدف إلى منع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من ضرب مواقع لقوات الأسد، ومنع واشنطن من إقامة منطقة حظر جوي في المنقطة التي تسيطر عليها ميليشيات حليفة لها شمال شرق سوريا.

وقالت مصادر رسمية للوكالة، إن القوات المشاركة في المناورات ستجري تمارين عملية حول صد هجمات تشنها الطائرات والغواصات، ومكافحة القرصنة وإنقاذ السفينة المنكوبة بالإضافة إلى تمارين رماية القذائف والصواريخ.

وذكرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية أن الوحدات البحرية الروسية تدربت في بحر قزوين على طريقة تكتيكية جديدة أطلق عليها اسم “الجدار” لصد الهجوم الجوي الصاروخي.

ونقلت عن مصادر عسكرية أن هذه الطريقة أتاحت اكتشاف أهداف جوية تطير على ارتفاع منخفض بما فيها الصواريخ الجوالة (كروز)، على مسافة بعيدة.

مناورات “قوات محمد رسول الله- 2” الإيرانية

بالتوازي مع انطلاق المناورات الروسية، بدأ الجيش الإيراني مناورات عسكرية في الذكرى الأربعين “لانتصار الثورة الإيرانية”.

وأعلن رئيس منظمة تعبئة الاحتياط (الباسيج)، العميد غلام حسين برور، عن بدء المرحلة الأولى من تلك المناورات، مطلع أيلول الحالي.

وقال غلام حسین غیب‌ برور، في مؤتمر صحفي، إن “تلك المناورات تأتي بعد 38 عامًا من مرحلة الدفاع المقدس (حرب السنوات الثماني التي شنها النظام العراقي السابق)، وإن أسبوع الدفاع المقدس سيقام في الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإيرانية”.

ولفت إلى “إيفاد 150 ألف شخص إلى جميع أرجاء البلاد في إطار سبعة آلاف مجموعة قتالية، حيث بدأوا نشاطاتهم القتالية، وقد تطلب ذلك القيام بالتنسيق الشامل تمهيدًا لإيفاد هذه المجموعات والذي تحقق بشكل جيد”، بحسب تعبيره.

المناورات الإيرانية تأتي في الوقت الذي تتحدث فيه الولايات المتحدة الأمريكية عن عملها لتقليص النفوذ الإيراني في سوريا، بالوقت الذي تعزز فيه الأخيرة علاقاتها مع النظام السوري وتعتبر وجودها بالمنطقة مشروعًا.

تدريبات أمريكية في قاعدة “التنف” العسكرية

بدأت قوات التحالف الدولي تدريبات عسكرية في منطقة التنف شرقي سوريا، بمشاركة سلاح الطيران وفق ما قال المتحدث الرسمي للقيادة المركزية الأمريكية بل أوربان، الجمعة 7 من أيلول.

وقال أوروبان، في بيان عبر الموقع الرسمي للتحالف، “ستظهر قواتنا القدرة على الانتشار السريع، والهجوم على هدف من خلال القوات الجوية والبرية المتكاملة”.

وبدأت التدريبات، الخميس 6 من أيلول، بالوقت الذي انتهت فيه القوات الروسية من مناوراتها في المتوسط.

وتهدف التدريبات الأمريكية لرفع جاهزية القوات لمواجهة أي هجوم، وبمشاركة سرب من الطيران الأمريكي، وباستخدام الذخيرة الحية وتشمل “منطقة 55” التابعة للتنف.

وتقع قاعدة التنف، التابعة للتحالف الدولي في معبر التنف الحدودي بين سوريا والأردن والعراق، وتتمركز قوات أمريكية فيها، وتقوم بدعم وحماية فصائل من المعارضة موجودة في “منطقة 55” داخل الأراضي السورية، من أبرزها قوات “الشهيد أحمد العبدو” وجيش “مغاوير الثورة”.

وأضح أوروبان أن “تمارين مثل هذا التمرين، تعزز قدرتنا على هزيمة داعش وتضمن أننا مستعدون للرد على أي تهديد لقواتنا”.

موسكو تعتبر وجود القاعدة الأمريكية على الأراضي السورية غير شرعي، وتطالبها باستمرار بإخلاء المنطقة، لكن الرد الأمريكي جاء بتعزيز قواتها في القاعدة إلى جانب اتخاذ قرار البقاء في قواعدها في سوريا.

لكن الجانب الأمريكي أبلغ القوات الروسية ببدء تدريبات التنف، في محاولة لمنع سوء التواصل أو تصعيد الخلاف في المنطقة الخاضعة لـ”تخفيف التوتر” في المنقطة، وفق ما ذكر البيان.

وتهدف العملية التدريبية الجديدة إلى رفع جاهزية القوات الموجودة في المنطقة، من أجل الاستمرار في قتال تنظيم “الدولة الإسلامية”، والعمل على زيادة الاستقرار الإقليمي، كما تقول قيادة التحالف.

وأعلنت فصائل المعارضة في منطقة التنف عن تدريبات صاروخية في إطار استعداداتها لأي مواجهة متوقعة، بعد محاولة هجوم من قوات الأسد على المنطقة.

وعلى اختلاف أهداف المناورات بين الدول الثلاث، إلا أن جميعها تريد إثبات أن قواتها جاهزة لرد أي اعتداء متوقع الحصول، إلى جانب كونها جزءًا من إصرارها على قرار البقاء في الأراضي السورية.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي