قرار الاختلاط في مدارس السويداء.. زيادة في التفوق أم في المشاكل؟
السويداء – نور نادر
استقبل أهالي محافظة السويداء العام الدراسي الجديد بغضب وردود فعل واسعة نتيجة أعباء جديدة تجسدت بقرار تحويل أربع مدارس ثانوية لتصبح مختلطة (ذكورًا وإناثًا)، الأمر الذي لاقى استهجانًا من قبل الأهالي، يضاف إلى ذلك ارتفاع تكاليف اللوازم المدرسية لهذا العام في ظل عدم وجود قرطاسية من قبل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) تخفف أعباء التكاليف عن الأهالي.
قبل انطلاق العام الدراسي بشهرين، وخلال تموز الماضي، انتشر خبرًا مفاده أن ممثل وزير التربية في حكومة النظام السوري كلف بدراسة تحويل أربع مدارس في المحافظة إلى مختلطة (ذكورًا وإناثًا)، بحضور نقابي وسياسي في مكتب مدير التربية، وهي (كمال عبيد وفواز البدعيش وممدوح نصار وشكيب أرسلان)، على أن يطبق القرار في جميع المدارس العام المقبل، لتختص كل مدرسة بتسجيل الطلاب من المدارس الإعدادية الموجودة ضمن المنطقة نفسها لتخفيف الأعباء المادية والنفسية على الطلاب.
لكن حالة الغضب التي رافقت القرار أدت إلى تراجع التربية عنه، إذ عبر البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن غضبهم من القرار باعتباره خطوة فاشلة في ظل غياب التربية العسكرية وعدم وجود لباس موحد ضمن المدارس، إضافة إلى غياب دور القانون والشرطة للحد من المشاكل المتوقعة خاصة مع انتشار ظاهرة الحشيش والتحرش ضمن المدارس.
من جهته قال أحد طلاب مدرسة شكيب أرسلان لعنب بلدي إن نصف طلاب المدرسة المتميزين تركوا المدرسة وانتقلوا إلى مدرسة المزرعة الخاصة (المختلطة) بعد تأجيل تنفيذ القرار، لأن نسب التفوق فيها أعلى والضغط النفسي أقل، إذ إنهم يشعرون بفصلهم عن زملائهم من الجنس الآخر بنوع من التخلف والكبت، بينما تجد المدارس المختلطة أقل إثارة للمشاكل بسبب وجود علاقات صداقة وقرابة تجعل الطلاب يخجلون من بعضهم، وهذا يحد من المشاكل المرتبطة بالجنسين.
لكن في الجهة المقابلة، ظهرت ردود استهجنت حالة الغضب على القرار، إذ وصف مدرّس رياضيات في المحافظة، ماجد (رفض الكشف عن اسمه الكامل)، شعب السويداء بالمنفتح وخاصة في المدينة، وأن الطلاب في الوقت الحالي يبنون علاقات صداقة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وأماكن ونوادي الترفيه في المدينة لذلك لا يوجد سبب لغضب الأهالي، معتبرًا أن تجربته مع التدريس في المدارس المختلطة كانت أفضل بكثير من المدارس التي تفصل الذكور عن الإناث.
غياب قرطاسية “يونيسف”
وإلى جانب قرار التربية، أثقل كاهل الأهالي غياب القرطاسية المقدمة من قبل “يونيسف” للعام الحالي، ما دفعهم إلى تقديم التبرعات للمدارس وتأمين بعض حوائج الطلاب الفقراء ضمن المدرسة من حسنات الموتى (عرف في السويداء يقوم على تحديد الشخص قبل موته مبلغًا من المال يدفع لصندوق حسنات الموتى لمساعدة الفقراء)، بحسب ما قال مدير مدرسة إعدادية في قرية عرى التي تضم نسبة كبيرة من الوافدين، منصور، رفض الكشف عن اسمه الكامل لعنب بلدي.
وأضاف منصور أن التربية لا تخص المدارس بقرطاسية كافية، إذ إن المدرسين غالبًا ما يتحملون أعباء إحضار أقلام السبورة وبعض الوسائل التعليمية، في ظل وجود مدرسين آخرين يرون أنهم غير مجبرين على ذلك، خاصة في ظل وجود رواتب لا تكفيهم لقضاء حاجاتهم اليومية، ما يعود سلبًا على جودة التعليم في المدارس.
من جهته ترك الطالب علي (17 عامًا) المدرسة وفضل الالتزام الديني، معربًا عن أمله بالانضمام إلى صفوف المقاتلين من الفصائل المحلية، ويقول لعنب بلدي إن حلمه هذا حصيلة واقعه الجديد كون دراسة الثانوية العامة تتطلب مصاريف عالية لا طاقة لأهله على تحملها، إضافة إلى أن مستوى التعليم ضمن المدارس الحكومية ضعيف جدًا، ولا يمكنه الانتقال لمدرسة خاصة أو حتى تلقي الدروس الخصوصية، ما جعله يتأقلم مع نهاية أحلامه الدراسية والانتقال إلى ما هو متاح ضمن الظروف الحالية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :