كيف تساقطت حباتك يا أندلس؟
خريف شجرة الرمان
مراجعة: ملك رمضون
روايةٌ تحمل الطابع الأندلسي، الذي كلما مر ذكره في مجلس تحسر أهله على أيامه، يجتاح الضمير جذوةً من نار كعروس فتية أهملها أهلها وانشغلوا عنها، فذهبت أدراج الضياع بعدما كانت تسحر بجمالها العربي المهيب وحسبها الرفيع.
صدرت الرواية عن دار البشير للثقافة والعلوم، وتتكون من ستة فصول و580 صفحة، كل فصلٍ فيها يأخذ مجرى تاريخيًا مترابط الأحداث ومتسلسل الزمن.
يقول الكاتب محمود ماهر:
“تتميز الرواية بحقيقة صفحاتها وواقعية أحداثها، ومرجعية سطورها، كتبتها خلال أربع سنوات، انتقلت فيها خلال صفحات الكتب لأُخرج لكم رواية أندلسية خالية من التلفيق والكذب، رواية أندلسية تحكي مأساة غرناطة الأخيرة “، لذا لن تجد في الرواية قصة حب مفتعلة أو بطولةً وهمية لأن الكاتب اعتمد على المراجع الأندلسية في معرفة كل أحداث الرواية.
يتحدث الكاتب عن مدينة غرناطة، موقعها وأحيائها القديمة وقصص أبطالها المدافعين عنها، وكيف بدأت الخيانات تتوالى لبيعها وتسليمها للجيش القشتالي، ورفض علي بن سعد دفع الجزية إلى فرناندو الخامس، مستغلًا الانشغال بالحروب ضد مملكة البرتغال، لتدق طبول الحرب وتشتعل الأحداث، ويقسم فرناندو على قطف ثمرات الرمانة، أي غرناطة.
لا يخلو أي مكان من قصص الحب، التي تلونه وتعطيه روح البهجة على الرغم من الحروب المستمرة، فتارةً تجد عائشة الحرة وأبا الحسن وتارةً تجد إيزابيلا وفرناندو.
يقول كاتب الرواية، “بعدما أنهيت كتابة روايتي (خريف شجرة الرمان)، اكتشفت أن هناك قصة حب حقيقية وقعت، قصة حب قوية غير عادية، قصة حب جمعت بين أبطال غرناطة وغرناطة نفسها، قصة حب لم ولن تتكرر في التاريخ، نعم فقد كانت غرناطة لأبطالها العذاب والنعيم، عاشوا من أجلها وماتوا دفاعا عن ترابها”.
تنتهي أحداث الرواية بتحقق نبوءة الدرويش ذي الصوت المرتفع والملابس البالية: “غرناطة.. غرناطة.. قد انتهت أيامك واقتربت نهايتك. وتوشك شمس دولتكِ على الغروب، ستسقطين يا غرناطة كما تسقط أوراق أشجار الرمان في فصل الخريف. لقد دنا يومك، وانتهى سعدك”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :