أعلنت الحكومة الألمانية عن عزمها تقديم مساعدات إنسانية للحكومة التركية لاستيعاب موجة اللجوء المحتملة من محافظة إدلب شمالي سوريا إلى تركيا.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أمس الأربعاء 5 من أيلول، “إن ألمانيا مستعدة لمضاعفة مساهمتها الإنسانية إذا اندلع قتال على جبهة عريضة بالمنطقة”، بحسب موقع “WD” الألماني.
جاء ذلك خلال زيارة أجراها الوزير الألماني إلى أنقرة للقاء نظيره التركي، لبحث العلاقات بين البلدين، إلى جانب بحث قضية اللاجئين في المنطقة وخاصة موجات النزوح المتوقعة من شمالي سوريا.
وهيمن الملف السوري على الاجتماع الثنائي للوزيرين، اللذين ناقشا السيناريوهات المحتملة للأحداث المتسارعة لمحافظة إدلب، والعمل على استيعاب تدفق اللاجئين في حال تم الهجوم على المحافظة.
وقال أوغلو خلال المباحثات، “إن اللاجئين السوريين سيتدفقون من إدلب إلى تركيا ومن ثم إلى الدول الأوروبية”، حيث تكون تركيا الوجهة الأولى والملاذ الوحيد للاجئين.
وتعتبر الدول الأوروبية أن تركيا هي السد المنيع في وجه موجات اللجوء المتوقعة إليها، وتحاول ألمانيا، وهي المستضيف الأكبر للاجئين في أوروبا، أن تعمل على منع تدفق المزيد من اللاجئين إلى أراضيها، بحسب الموقع.
وتشغل محافظة إدلب الرأي العام العالمي خلال الفترة الحالية، مع حديث عن هجوم وشيك من قوات الأسد وحلفائها الروس والإيرانيين على المحافظة، التي تحوي نحو أربعة ملايين شخص.
وحذر المجتمع الدولي من أن الهجوم سيخلف كارثة إنسانية في المنطقة، وتضاعفت الجهود الدبلوماسية من تركيا وأوروبا إلى جانب الأمم المتحدة لمنع الأسد وروسيا من شن الهجوم، إلا أن روسيا تصر على الهجوم بحجة السيطرة على آلاف ممن وصفتهم بـ “الإرهابيين”.
العلاقات المتوترة سابقًا بين تركيا وألمانيا، وحدها ملف اللجوء، وتسارع ألمانيا لبذل الجهود وتقديم المساعدة لأنقرة التي تشتكي من أعباء اللاجئين على أراضيها، كما تستثمر ملف اللاجئين سياسيًا واقتصاديًا في مباحثاتها مع الاتحاد الأوروبي.
وأصدرت وزارة الداخلية التركية ودائرة الهجرة، في كانون الثاني الماضي، إحصائية لعدد اللاجئين السوريين على الأراضي التركية، قالت فيها إن عددهم تجاوز ثلاثة ملايين و424 ألف لاجئ.
وكان الاتحاد الأوروبي وقع اتفاقية مع تركيا عام 2016، يقدم بموجبها ثلاثة مليارات يورو، إضافة إلى إحياء طلب عضوية أنقرة في الاتحاد، مقابل إيقاف تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
–