سعت أقطاب العالم المنخرطة بالنزاع السوري إلى إثبات جدارتها العسكرية واختبار مدى فاعلية أسلحتها على أرض أصبحت ساحة تجارب للأسلحة الحديثة والصواريخ العابرة للقارات.
“توماهوك” الأمريكية، “كاليبر” الروسية و”ليلة القدر” الإيرانية، صواريخ عابرة للقارات أطلقت باتجاه الأراضي السورية بأزمنة وأماكن مختلفة، صبت بمعظمها في إطار محاربة “الإرهاب” من وجهة نظر تلك الدول.
“توماهوك” يضرب الأسد
يجري الحديث مؤخرًا عن حشد عسكري أمريكي في البحر المتوسط، وسط تلميحات إلى ضربة عسكرية قد توجهها واشنطن ضد النظام السوري في حال شن هجمات كيماوية على آخر معاقل المعارضة السورية في محافظة إدلب.
روسيا قالت، الأسبوع الماضي، إنها رصدت مدمرة أمريكية في البحر المتوسط تحمل 28 صاروخًا من نوع “توماهوك”، فيما تحدثت تقارير روسية، أمس، عن توجه غواصة “نيوبورت نيوز” الأمريكية إلى شرق البحر المتوسط وعلى متنها 350 صاروخًا من نوع “توماهوك”.
وكانت واشنطن استخدمت “توماهوك” لأول مرة في عملية “عاصفة الصحراء” عام 1991، وهي قادرة على ضرب الأهداف بدقة عالية، إذ يطير الصاروخ بمستوىً منخفض، بحيث لا يمكن لأجهزة الرادار رصده.
وتبلغ تكلفة الصاروخ الواحد حوالي 832 ألف دولار أمريكي، وربما يتجاوز سعره مليون دولار، وفق الموسوعات العسكرية.
ويتراوح طول الصاروخ بين 5 و6 أمتار، وهو مزود بأجنحة بطول حوالي ثلاثة أمتار، ويمكن أن يطير لمسافة تصل إلى 1600 كيلومتر، وبسرعة تقارب 900 كيلومتر في الساعة.
واستخدمت واشطن هذا النوع من الصواريخ مرتين في سوريا، الأولى في نيسان 2017، بعد إطلاق أكثر من 50 صاروخ “توماهوك” على قاعدة “الشعيرات”، التابعة للنظام السوري، ردًا على استخدامه الكيماوي في خان شيخون.
والثانية حين وجهت الدول الغربية (أمريكا- فرنسا- بريطانيا) ضربة ثلاثية ضد النظام السوري، في نيسان 2018، على خلفية استخدامه الكيماوي في مدينة دوما بالغوطة الشرقية.
100 صاروخ “كاليبر” روسي
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في آب الماضي، أنها أطلقت 100 صاروح مجنح من طراز “كاليبر” على مواقع “إرهابيين” في سوريا.
يبلغ طول “كاليبر” فئة “3 أم 14” 6.20 متر، وامتداد أجنحته يصل إلى 3.080 متر، فيما يبلغ وزنه لحظة الانطلاق بين 1400 و 1770 كيلوغرامًا، ويحلق بسرعة تبلغ 240 كيلومترًا كحد أقصى.
ويتراوح سعر الواحد منها بين 50 و70 ألف دولار.
ويوضع الصاروخ على البوارج الحربية وداخل الغواصات والآليات العسكرية الضخمة، وعلى الطائرات الحربية أيضًا.
واستهدفت روسيا مواقع في سوريا في تشرين الأول من عام 2015، بـ 26 صاروخ “كاليبر” أطلقتها السفينة الصاروخية “داغستان”، قالت إنها أصابت 11 هدفًا، وفق “سبوتنيك” الروسية.
“ليلة القدر” الإيرانية تخطئ هدفها
في حزيران 2017، أعلن “الحرس الثوري” الإيراني أنه أطلق صواريخ عابرة للقارات نحو مدينة دير الزور السورية، دمرت “بنجاح” مواقع لتنظيم “الدولة الإسلامية” هناك.
واعتُبرت تلك الخطوة العسكرية الإيرانية الأولى من نوعها منذ تدخل إيران إلى جانب قوات الأسد في سوريا، إذ غالبًا ما تنحصر الصواريخ العابرة للقارات على القوات الروسية والأمريكية في سوريا.
إيران أطلقت على عمليتها حينها اسم “ليلة القدر”، وقالت إن الصواريخ أطلقت من محافظتي كرمنشاه وكردستان غرب إيران، وعبرت الأجواء العراقية وأصابت أهدافها في سوريا، من على بعد 600 إلى 700 كيلومتر.
لكن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى قال إن الصواريخ السبعة التي أطلقتها إيران سقطت منها أربعة في صحراء العراق بينما لم تصل الثلاثة الأخرى إلى وجهتها بدقة، الأمر الذي تنفيه طهران.
–
https://www.youtube.com/watch?v=5jw2emnNUHE