كشف وزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، عن رسالة “سلام” مع إسرائيل كتبها رئيس النظام السوري، بشار الأسد، عام 2010.
وفي مذكراته الصادرة اليوم، الثلاثاء 4 من أيلول، قال كيري إن الأسد أرسل رسالة عام 2010 لنظيره الأمريكي آنذاك، باراك أوباما، تقدم فيها بمقترح سلام مع إسرائيل لقاء استعادة هضبة الجولان المحتلة.
وأضاف كيري في المذكرات، التي نشرتها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أنه عرض الرسالة على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي “فوجئ” بأن الأسد قدم تنازلات أكبر مقارنة مع المفاوضات السابقة.
وتحدث وزير الخارجية الأمريكي السابق عن زيارة أجراها إلى دمشق عام 2009، ضغط خلالها على الأسد بموضوع دعم “حزب الله” اللبناني، إذ رد الأسد بقوله “كل شيء يمكن التفاوض عليه”، ملمحًا إلى أن هذه السياسة يمكن أن تتغير بعد المفاوضات مع إسرائيل.
وشهدت تلك الفترة، التي يتحدث عنها كيري، محادثات أمريكية- سورية “غير مسبوقة”، لكن دون التوصل إلى أي اتفاق أو تفاهمات بموضوع الجولان المحتل.
وقال كيري إن بشار الأسد سأله عن متطلبات الدخول بمفاوضات جدية مع إسرائيل، فأجاب “أخبرته بأنه إذا كان جادًا، فعليه تقديم اقتراح خاص للرئيس أوباما، إذ أصدر الأسد التعليمات لكبير مساعديه بصياغة رسالة منه إلى الرئيس أوباما”.
وأشار إلى أن الرسالة جاء فيها “سوريا مستعدة لاتخاذ جملة من الخطوات مقابل إعادة الجولان من إسرائيل”.
لكن الإدارة الأمريكية حاولت اختبار الثقة مع الأسد الذي “خيب أملها”، حين طلبت منه إيقاف بعض شحنات الأسلحة إلى “حزب الله”، لكنه لم يلتزم، ما أدى إلى فشل المفاوضات.
وختم كيري مذكراته بتوجيه انتقادات سلبية لبشار الأسد، بقوله “بإمكان الرجل الذي يستطيع أن يكذب عليك في وجهك على بعد أربعة أقدام منك، أن يكذب بسهولة على العالم بعد أن قام برش الغازات المميتة على شعبه”.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي تصدر فيها تسريبات عن مباحثات السلام بين سوريا وإسرائيل، على لسان مسؤول أمريكي رفيع المستوى.
–