تبنى تنظيم “الدولة الإسلامية” سياسة عسكرية جديدة في سوريا، بعد انسحابه من المساحات التي كان يسيطر عليها، وخاصةً في المنطقة الشرقية التي تخضع لنفوذ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المدعومة من واشنطن.
وتركزت السياسة بعمليات أمنية تستهدف المواقع العسكرية وتجمعات العناصر التابعين لـ”قسد”، معتمدًا في ذلك على المفخخات والعبوات الناسفة التي تزرع بأيدي خلايا تتبع له، رغم الانتشار الواسع لقوات التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا في المنطقة.
ومنذ، مطلع حزيران الماضي، أعلن التنظيم عن عشرات الهجمات ضد “قسد”، وخاصة في ريف الرقة التي كانت المعقل الأبرز له في سوريا، إلى جانب ريفي دير الزور والحسكة.
وفي آخر التطورات قالت وكالة “أعماق” اليوم، الاثنين 3 من أيلول، إن 30 عنصرًا من “قسد” قتلوا جراء هجمات “أمنية”، بينهم 15 في قرية كوع العمو بريف الرقة والقسم الآخر في ناحية الكسرة بريف دير الزور.
وكحادثة أولى من نوعها ذكرت الوكالة أن العمليات الأمنية انسحبت إلى منطقة منبج بريف حلب الشرقي، إذ قتل عنصران من استخبارات “قسد” بسلاح كاتم للصوت في محيط سد الفاروق (سد تشرين).
وتسير واشنطن دوريات مشتركة مع تركيا في منبج، وفق خارطة طريق أعلن عنها الطرفان، في حزيران الماضي.
وتأتي الهجمات التي يقوم بها تنظيم “الدولة” بالتزامن مع تصريحات أمريكية تربط الوجود العسكري الأمريكي في شمال شرقي سوريا بالقضاء على تنظيم “الدولة” وضمان عدم عودته إلى المنطقة.
وبحسب خريطة السيطرة الميدانية ينحصر نفوذ تنظيم “الدولة” في سوريا حاليًا في جيبين الأول يمتد من ريف حمص الشرقي حتى بادية دير الزور، والآخر في منطقة هجين بريف البوكمال، والتي تحاول “قسد” السيطرة عليها بعد بسط نفوذها على كامل الحدود السورية- العراقية.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، قالت، آب الماضي، “مستعدون للبقاء حتى تتحقق الهزيمة التامة لداعش وسنظل مركزين على انسحاب القوات الإيرانية ووكلائها”.
وفي تقرير لها، مطلع العام الحالي، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن المحللة لدى معهد دراسات الحرب في واشنطن، جنيفر كفاريلا، أن “الحفاظ على خلايا نائمة ضروري لاستراتيجية تنظيم الدولة بعيدة المدى التي تهدف إلى عودته، وأنه لذلك كان قراره بالانسحاب مبكرًا من عدة ساحات في العراق وسوريا، وذلك للحفاظ على إمكانياته للاستخدام المستقبلي”.
ونسبت الصحيفة إلى سكان محليين في شرق سوريا قولهم إن “العديد من مقاتلي تنظيم الدولة قاموا بحلق لحاهم وغيروا مظهرهم الخارجي، وذلك للفرار مع النازحين المدنيين”.
وأضافوا أن البعض دفع مبالغ للمهربين ورشاوى للمقاتلين الذين يحرسون الحواجز، وذلك للوصول إلى أجزاء من سوريا تحت سيطرة القوات التي تدعمها الولايات المتحدة أو مقاتلي المعارضة الذين تدعمهم تركيا.
–