الغوطة الشرقية تحت وطأة حملات التجنيد والاعتقال

  • 2018/09/02
  • 11:37 ص

مبان مدمرة في الغوطة شرق العاصمة دمشق (رويترز)

عنب بلدي – دمشق

تستمر حملات التجنيد التي تشنها قوات الأسد في الغوطة الشرقية لدمشق، منذ بدء السماح بعودة المدنيين إليها، في أيار الماضي.

باكورة حملات التجنيد الإجباري كانت في مراكز الإيواء التي احتضنت ما يزيد على 144 ألف مدني، بحسب الأرقام الروسية الرسمية، خرجوا عبر المعابر الآمنة التي افتتحتها قوات الأسد برعاية روسية، وشنت القوات عدة حملات في وقت متقطع بغية تجنيد من انتهى من معاملة “التسوية”.

العدد الحقيقي للشباب الذين جُندوا في مراكز الإيواء غير معروف، ولكن ما تؤكده مصادر متطابقة لعنب بلدي أن العدد تجاوز الألفين، بالوقت الذي أحيل المئات من الشباب للتحقيق في الفروع الأمنية التابعة للنظام السوري.

وتغيب الرواية الرسمية للنظام السوري أو لروسيا، الضامنة لاتفاق التسوية في الغوطة، عن هذه الحملات، عدا ما تنقله بعض الأذرع الإعلامية الموالية له، والتي تقول إنها تستهدف أشخاصًا لهم ارتباطات بمن تصفهم بـ “الإرهابيين”.

حملة الاعتقالات عقب أحداث زملكا

شنت قوات الأسد، في الأسبوع الأول من شهر آب الماضي، حملة اعتقالات تعتبر الأكبر في الغوطة منذ سيطرتها عليها، في آذار الماضي، وطالت منشقين عن الجيش وناشطين في الثورة السورية، ونفذت الحملة في سقبا وحمورية ودوما ومسرابا وعين ترما وبعض بلدات المرج إلى جانب جسرين.

ولكن الحصة الأكبر كانت لمدينتي عربين وزملكا، إذ حاصرت القوات المدينة بشكل كامل وأغلقت كل منافذها وبدأت حملة دهم واعتقالات واسعة النطاق وفق ما قالت مصادر محلية لعنب بلدي، تحفظت على ذكر اسمها لدواعٍ أمنية.

وقالت المصادر إن قوات الأسد داهمت المدينة بذريعة استهداف أحد الحواجز التابعة لها في المدينة من قبل مجموعة مسلحة.

وسمعت أصوات إطلاق نار كثيف في المدينة، تلتها حالة استنفار قبل عمليات المداهمة بساعات، واتخذت قوات الأسد من أصوات إطلاق النار ذريعة وغطاء لتنفيذ حملة الاعتقالات العشوائية.

الغوطة مقسمة لقطاعات

منذ أن فرضت قوات الأسد سيطرتها على الغوطة الشرقية، في أيار الماضي، قسمت المنطقة إلى قطاعات من خلال حواجزها وأغلقت بعض الطرق الفرعية بالسواتر الترابية لإجبار السيارات على المرور من حواجزها بهدف التفتيش، وفق ما أفاد مراسل عنب بلدي في الغوطة.

وتتركز الحواجز في التقاطعات التي تصل المدن ببعضها لا سيما في مدينة حمورية التي تفصل بين مدينة سقبا وبلدتي بيت سوى ومديرة ومدينة عربين.

كما قطعت بعض الشوارع الفرعية بين زملكا وعربين وزملكا وعين ترما، وأبقت مدخلين للمدنيين أحدهما يربط زملكا بعربين والآخر بعين ترما.

وفتحت القوات مدخلًا عسكريًا من طريق جسر المتحلق الذي أبقته مفتوحًا عقب حملتها للإمداد.

ما دواعي الاعتقالات؟

اعتقلت قوات الأسد شبانًا متخلفين أو منشقين عن الخدمة العسكرية، لكنها لم تحيلهم بشكل مباشر نحو ثكنة الدريج العسكرية، والتي يُجمع المجندون فيها لإجراء الدورة العسكرية قبل الفرز.

وتم تحويل المعتقلين نحو فرع المخابرات الجوية بحرستا، ثم حول قسم منهم إلى فرع أمن الدولة في حي الخطيب بدمشق لاستكمال التحقيقات معهم وإجراءات التسوية.

وفي تصريح لأحد المطلوبين لخدمة الاحتياط من الغوطة الشرقية لعنب بلدي، قال إنه خضع للتحقيق لمدة تجاوزت شهرين، واستكملت إجراءات التسوية معه قبل التحاقه بثكنة الدريج العسكرية التي خضع لدورة عسكرية فيها، وهو الآن في إجازة قبل فرزه إلى قطعته، مشيرًا إلى أنه لا يعرف المكان الذي سيفرز إليه سواء أكان قطعته العسكرية السابقة أم أن هناك جهة جديدة.

وشملت الاعتقالات الناشطين المحليين والعاملين في منظمات المجتمع المدني وإعلاميين سابقين، إلى جانب أعضاء المجالس المحلية والمكاتب الإغاثية، للتحقيق معهم حول مصادر الدعم الذي كانوا يتلقونه في أثناء سيطرة المعارضة والبيانات والمعلومات التي لديهم.

كما شنت الأفرع حملة اعتقالات طالت أعضاء “المجلس المحلي” السابق، وأعضاء آخرين من مجلس محافظة ريف دمشق في مدينة كفربطنا وسط الغوطة، وفق ما قالت مصادر متقاطعة من المدينة لعنب بلدي.

وأفادت المصادر أن الأمن السوري داهم منازل وأماكن عمل المعتقلين قبل اقتيادهم لجهة مجهولة، موضحةً أن سبب الاعتقال هو للتحقيق حول مصادر دعم المجلس المحلي القديم ومشاريعه.

كما تحتجز أعضاء المجالس المحلية الآخرين، الذين فضلوا البقاء في الغوطة على الخروج إلى الشمال السوري، لذات الأسباب.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع