عنب بلدي – إدلب
نظم مجموعة من الإعلاميين والصحفيين في مدينة إدلب ورشة إعلامية لبحث سبل مواجهة الحرب النفسية التي يشنها النظام السوري عبر وسائله الإعلامية على محافظة إدلب.
حضر الورشة، التي نُظمت الثلاثاء، 28 من آب، في مدرج كلية الطب بجامعة إدلب، 40 إعلاميًا وصحفيًا يعملون في مختلف المؤسسات الإعلامية الفاعلة في الشمال السوري، وحملت شعار “الاستراتيجية الإعلامية الجديدة للثورة السورية”.
أشرف على الورشة الإعلامي أحمد موفق زيدان، الذي قال في حديث لعنب بلدي إن الهدف من تنظيمها كان توجيه الصحفيين في الشمال السوري إلى مواجهة الدعاية الإعلامية للنظام السوري، والتي تروج للحرب على إدلب تحت ذريعة وجود “إرهابيين”.
وأضاف زيدان، “علينا توحيد جهودنا وتنظيم ورشات عمل نقيضة لدعاية النظام وروسيا، وعلينا بث الأمل والتفاؤل في نفوس الشعب السوري، وفاء للشهداء والمعتقلين والمشردين”.
ويروج النظام السوري مؤخرًا لعملية عسكرية على آخر معاقل المعارضة السورية شمال غربي سوريا، بعد سيطرته على الجنوب السوري، وإبرامه اتفاقيات “مصالحة”، وتستمر قوات الأسد باستقدام التعزيزات العسكرية إلى محيط محافظة إدلب، لبدء عملية عسكرية في الأيام المقبلة.
أما روسيا، حليفة النظام السوري، فتروج إعلاميًا ودبلوماسيًا لـ”مسرحية كيماوية”، تدّعي من خلالها بأن فصائل المعارضة وعناصر الدفاع المدني يجهزون لاستخدام الكيماوي في إدلب من أجل اتهام النظام، وإعطاء فرصة للغرب لتوجيه ضربة عسكرية ضد دمشق، بحسب الرواية الروسية.
بدوره، قال رئيس تحرير صحيفة “حبر” السورية، غسان جمعة، إن تنظيم الورشة “أمر ملح في الوقت الراهن”، مشيرًا إلى أن الإعلاميين بحاجة إلى وضع استراتيجية وإطار عام لمواجهة الحرب النفسية “الشرسة” التي يشنها النظام السوري وداعموه على إدلب.
وأضاف غسان جمعة، أن الورشة كانت فرصة أمام الإعلاميين لعرض العقبات والمشاكل التي تواجههم كإعلام “ثوري” جديد على أرض الواقع، داعيًا القائمين على الإعلام السوري الجديد للعودة إلى أهداف الثورة السورية بعيدًا عن التسييس.
ويواجه الإعلام السوري الجديد، الذي انبثق بالأساس مع بداية الحراك السلمي في سوريا عام 2011، تحديات كبيرة كغيره من مؤسسات المجتمع المدني تمثلت في نقاط عدة، أهمها مخاوف من أن يكون نطاق تأثيره محصورًا في مناطق المعارضة فقط، وأن يفقد صوته في مناطق سيطرة النظام السوري، بالإضافة إلى مخاوف من تبعية الإعلام الجديد لمصالح داعميه.
كما يواجه الإعلام نقصًا في الخبرات والخلفيات الأكاديمية لدى العاملين في حقله، إذ إن حداثة التجربة وغموض المستقبل السوري يجعل من مسألة إثبات الذات أمرًا ليس بالسهل على تلك المؤسسات، رغم الفرص غير المعهودة المتاحة أمامها.