الاتحاد المصري يغني لصلاح: ماشربتش من نيلها!
عروة قنواتي
لو أن اتحادات الكرة العربية تنهي حقبة “الشعارات” والخطابات “الرنانة” من قواميسها التي أتخمت “الفئران” والقوارض بشكل عام من طعمها المليء بالغبار والعفن. لو أنها تعض بأسنانها وبالنواجز على إنجازات أبناء البلاد العربية في المسابقات الكبرى، دون أن تطمره “بحنان التفضيل وتسميع الكلام الوطني”، الذي لا تجيد غيره في كل العصور، لأضحى حال الكرة العربية ومنافستها في المراتب الأولى وبين الكبار دائمًا.
عشرة أيام ونحن نتابع قضية النجم العربي في نادي ليفربول الإنكليزي محمد صلاح مع الاتحاد المصري لكرة القدم، بحزمة من التغريدات بين الطرفين والتسجيلات المصورة والصوتية، مع العبث بالرسومات التي تحيي صلاح على جدران الأحياء المصرية “بفعل فاعل”.
هذه الأيام التي اضطر فيها صلاح ليحكي ما عانى منه في المونديال وفي التحضيرات، بسوء إدارة ملف المنتخب من قبل اتحاد الكرة المصري، الذي لم يجد مانعًا من “الكذب وتسريب بعض الطلبات التي تقدم بها صلاح، مع زيادة في الفلفل والبهار كما العادة”، وهذا ليس غريبًا على الاتحاد المصري وكبير مسؤوليه السيد هاني أبو ريدة، أو عضو مجلس إدارته مجدي عبد الغني الذي كان يبيع “تي شيرتات المنتخب” قبل المونديال للأصحاب والحبايب، وتم فضحه أيضًا بفعل فاعل وبشكل مقصود قبل ساعات من الطيران إلى روسيا.
المصيبة الكبرى هي الكم الهائل من أبيات الشعر التي ألقاها هؤلاء ومن ينضم إليهم من إعلام وصحافة رسمية في كل تألق لصلاح الموسم الماضي، واعتباره درة الفراعنة في التاريخ ومن ثم وبأول خلاف ومطالبة بالحقوق أو بالتوصيف ترمى له تغريدة أو كتاب بأنك واحد من 100 مليون مصري.
ما شاء الله.. ما شاء الله.. إن كان من كتب الجملة وأرسلها يعتقد بأنه حشر صلاح في الزاوية فالمصيبة أعظم.. السادة في الاتحاد المصري لكرة القدم لم يعد يهمهم سوى تخليص أنفسهم من الملف سيئ الذكر في التحضيرات للمونديال وأيام المونديال إلا بالشعارات والخطابات وكلمات أغنية المطربة شيرين “ماشربتش من نيلها”، وهزة خصر من الراقصة المخضرمة فيفي عبدو مع مقولة “العب يا صلاح”، وطلب الخبرة في مثل هذه المشاكل من العقلية العسكرية الرياضية لنظام الأسد لسحب صلاح كي يخدم في سيناء مقاتلًا يحمي الأمة.
عاشت الأمة يا صلاح.. هو أنت فعلًا ماشربتش من نيلها؟
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :